للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسمع من: البهاء عَبْد الرَّحْمَن، وأبي المجد القزوينيّ، وابن الزَّبِيديّ، وابن رواحة.

واشتغل بدمشق، وأخذ العربيّة عن أبي عَمْرو بْن الحاجب، والفقه عن ابن عَبد السلام، والحديث عن الزكيّ المنذريّ، والأصول عن جماعة، والفلسفة والرفْض عن جماعة.

ودرّس، وأفتى، وناظَرَ، وأشغل، وتخرَّج به الأصحاب. وكان مُتبحّرًا فِي العلوم، كثير الفضائل، أسدا فِي المناظرة، فصيح العبارة، ذكيا، متيقظا، فارها، حاضر الحجة، حاد القريحة، مِقدامًا، شجاعا. أشغل مدة بدمشق ومدّة بحلب. ودخل مصر غير مرة. وكان شهما جريئا، مشتلقا يخلّ بالصّلوات ويتكلم فِي الصّحابة، نسأل اللَّه السّلامة. وكان يقول فِي الدّرس:

عيّنوا آية حَتَّى نتكلَّم عليها. ثُمَّ يعيّنون ويتكلّم على تفسيرها بعبارة جزْلة كأنما يقرأ من كتاب.

قرأ عليه البِرْزاليّ «موطّأ القعَنبيّ» ، وغير ذَلِكَ. وسمع منه الطَّلَبة. ولم أسمع منه. وكان عارفا بالحكمة والطّلب ومذهب الأوائل. وكانت وفاته فِي جُمَادَى الأولى بقرية بخعون من جبل الضنيين [١] ، وبلغني عَنْهُ عظائم.


[١] وردت ترجمة «أحمد بن محسن» ناقصة من أولها، ولم يبق منها سوى تاريخ وفاته، وذلك في طبعة سيئة جدا من كتاب: ذيل طبقات الفقهاء، الشافعيين للعبادي، بتحقيق د. أحمد عمر هاشم ود. محمد زينهم محمد عزب- ص ١٢٦ بقي منها ما يلي:
«وتوفي بالشام في جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وستمائة بقرية بجعون (كذا) ، وهو جبل الطبين (كذا) وهي قرية بجبل لبنان. ويحسّن (كذا) بتشديد السين المهملة، وملي بلام، وعبق (كذا) بفتح العين المهملة وبالياء الموحّدة والقاف» .
كما وردت ترجمته في طبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير، وهو بتحقيق الدكتورين أيضا، والتحقيق رديء جدا، وفيه:
«مات في جمادى الأولى سنة تسع وتسعين وسبعمائة (كذا) بقرية تجعون (كذا) من جبل المصيصي (كذا) ... » .
وجاء في المنهل الصافي ٢/ ٦٧ «جبل الظنين» ، ومثله في: عقد الجمان (٤) ١٠٨.