للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ. أَبُو الصَّلْتِ مَجْهُولٌ [١] .

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَرْدَاوِيُّ، أَنْبَأَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ، أَنْبَأَ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هِلَالٍ، أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِكْرِي سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنْبَأَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ الْفِرْيَةَ عَلَى اللَّهِ، وَلَكِنَّهُ رَأَى جِبْرِيلَ مَرَّتَيْنِ فِي صُورَتِهِ وَخَلْقِهِ، سَادًّا مَا بَيْنَ الْأُفُقِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، عَنِ الْأَنْصَارِيِّ [٢] .

قُلْتُ: قَدِ اخْتَلَفَ الصَّحَابَةُ فِي رُؤْيَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ [٣] ، فَأَنْكَرَتْهَا


[١] انظر عنه: الكاشف للذهبي ٣/ ٣٠٨ رقم ٢٢٧، ميزان الاعتدال له ٤/ ٥٤٠ رقم ١٠٣٢١:
تهذيب التهذيب ١٢/ ١٣٥ رقم ٦٤٢.
[٢] البخاري رقم (١٥٢٨) في بدء الخلق ٤/ ٨٣ باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء آمين فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدّم من ذنبه، ومسلّم (١٧٧) في الإيمان، باب معنى قول الله عزّ وجلّ: ولقد رآه نزلة أخرى، والترمذي (٥٠٦٣) في سورة الأنعام، من طريق الشعبي، عن مسروق، عن عائشة.
[٣] راجع في ذلك: الشفاء للقاضي عياض ١/ ١٥٨ وما بعدها، نهاية الأرب للنويري ١٦/ ٢٩٥ وما بعدها.
وانظر ما كتبه الكوثريّ في مقالاته، ففي قوله تعالى: وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ ١٧: ٦٠ فقد فسّره ابن عبّاس برؤية العين، كما أخرجه البخاريّ بسنده إليه في تفسير تلك الآية، على أنّ تلك الرؤيا لو كانت مناميّة لما اشتد إنكار قريش لها. وقد تأتي الرؤيا بمعنى الرؤية في اللغة.
قال المتنبّي:
ورؤياك أحلى في العيون من الغمض
يعني رؤية البصر، فلا بدّ من ترجيح بعض الروايات على بعض، وحمل الباقي على وهم بعض الرواة في ألفاظها، والثقة قد يهمّ ولا سيّما في الأخبار الطويلة، فينبذ موضع وهمه فقط، كما وقع في رواية شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عند البخاري، ففيها نحو اثني عشر