للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الْمُهَاجِرِينَ، فَأُتِيَ بِهِ مَأْسُورًا، فَقَالَ: يَا مَعْقِلُ أَعَطِشْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:

أحْضِرُوا لَهُ شَرْبَةً بِبَلَّوَرٍ، فَفَعَلُوا، فَشَرِبَ، وَقَالَ: أَرُويِّتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:

أَمَّا وَاللَّهِ لا تَتَهَنَّأُ بِهَا، يَا مُفَرِّجُ قُمْ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، فَضَرَبَ عُنُقَهُ.

وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ عَوَانَةَ، وَأَبِي زَكَرِيَّا الْعَجْلانِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ: إِنَّ مُسْلِمًا لَمَّا دَعَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْبَيْعَةِ، يَعْنِي بَعْدَ وَقْعَةِ الْحَرَّةِ، قَالَ: لَيْتَ شِعْرِي مَا فَعَلَ مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ، وَكَانَ لَهُ مُصَافِيًا، فَخَرَجَ نَاسٌ مِنْ أَشْجَعَ، فَأَصَابُوهُ فِي قَصْرِ الْعَرَصَةِ، وَيُقَالُ: فِي جَبَلِ أُحُدٍ، فَقَالُوا لَهُ: الأَمِيرُ يُسْأَلُ عَنْكَ فَارْجِعْ إِلَيْهِ، قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ بِهِ مِنْكُمْ، إِنَّهُ قَاتِلِي، قَالُوا: كَلا، فَأَقْبَلَ مَعَهُمْ، فَقَالَ لَهُ: مَرْحبًا بِأَبِي مُحَمَّدٍ، أَظُنُّكَ ظَمْآنَ [١] ، وَأَظُنُّ هَؤُلاءِ أَتْعَبُوكَ، قَالَ: أَجَلْ، قَالَ: شَوِّبُوا لَهُ عَسَلا بِثَلْجٍ، فَفَعَلُوا وَسَقَوْهُ، فَقَالَ: سَقَاكَ اللَّهُ أَيُّهَا الأَمِيرُ مِنْ شَرَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، قَالَ: لا جَرَمَ وَاللَّهِ لا تَشْرَبُ بَعْدَهَا حَتَّى تَشْرَبَ مِنْ حَمِيمِ جَهَنَّمَ، قَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ وَالرَّحِمَ، قَالَ: أَلَسْتَ قُلْتَ لِي بِطَبَرِيَّةَ وَأَنْتَ مُنْصَرِفٌ مِنْ عِنْدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَقَدْ أَحْسَنَ جَائِزَتَكَ: سِرْنَا شَهْرًا وَخَسِرْنَا ظَهْرًا، نَرْجِعُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَنَخْلَعُ الْفَاسِقَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ، عَاهَدْتُ اللَّهَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ لا أَلْقَاكَ فِي حَرْبٍ أَقْدِرُ عَلَيْكَ إِلا قَتَلْتُكَ، وَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ [٢] .

١٠٨- معقل بن يسار [٣]- ع- المزني البصري، ممّن بايع تحت الشجرة.


[١] في الأصل «ظمآنا» .
[٢] الخبر في: الأخبار الطوال ٢٦٦، وأنساب الأشراف ق ٤ ج ١/ ٣٢٨، ٣٢٩، وتاريخ الطبري ٥/ ٤١٨- ٤٢١، والكامل ٤/ ٩٩، وطبقات ابن سعد ٤/ ٢٨٣.
[٣] انظر عن (معقل بن يسار) في:
طبقات ابن سعد ٧/ ١٤، وطبقات خليفة ٣٧ و ١٧٦، وتاريخ خليفة ٢٥١، وأنساب الأشراف ق ٤ ج ١/ ٢١٩، ومسند أحمد ٥/ ٢٥، وتاريخ الثقات للعجلي ٤٣٤ رقم ١٦٠٧، ومشاهير علماء الأمصار ٣٨ رقم ٢١٩، والتاريخ الكبير ٧/ ٣٩١ رقم ١٧٠٥، والتاريخ الصغير ٦٧ و ٧٢، والمعارف ٧٥ و ١٧٧ و ١٨١ و ٢٩٨ و ٣١١ و ٥٤٨، وأخبار القضاة لوكيع ١/ ٣٦، ٣٧، ومروج الذهب ١٥٦٣ و ١٥٦٦، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد ٨٧ رقم ٨٨، وجمهرة أنساب العرب ٢٠٢، والجرح والتعديل ٨/ ٢٨٥ رقم ١٣٠٦، والاستيعاب ٣/ ٤٠٩، ٤١٠، والمستدرك ٣/ ٥٧٧، ٥٧٨، وتهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ٢/ ١٠٦ رقم ٢٥٤، وفتوح البلدان ٣٧١ و ٣٧٢ و ٤٣١ و ٤٤٠ و ٤٥٠ و ٤٨٠، وتحفة الأشراف ٨/ ٤٦٠- ٤٦٦ رقم ٥٣٤، وتهذيب الكمال ٣/ ١٣٥٣، والمعرفة والتاريخ ١/ ٣١٠ و ٢/ ٧٠