للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَيَّامًا، وَأَحْرَقَ فُسْطَاطًا لَهُ نَصَبَهُ عِنْدَ الْبَيْتِ، فَطَارَ الشَّرَرُ إِلَى الْبَيْتِ، وَاحْتَرَقَ يَوْمَئِذٍ قَرْنَا الْكَبْشِ الَّذِي فَدَى بِهِ إِسْحَاقَ [١] ، إِلَى أَنْ قَالَ فِي الْحَدِيثِ: فَخَطَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ وَقَالَ: مَنْ لابْنِ الزُّبَيْرِ؟ فَقَالَ الْحَجَّاجُ: أَنَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَسْكَتَهُ، ثُمَّ أَعَادَ قَوْلَهُ، فَقَالَ: أَنَا، فَعَقَدَ لَهُ عَلَى جَيْشٍ إِلَى مَكَّةَ، فَنَصَبَ الْمَنْجَنِيقَ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ، وَرَمَى بِهِ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ وَعَلَى مَنْ مَعَهُ فِي الْمَسْجِدِ، وَجَعَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى الْحَجَرِ الأَسْوَدِ بَيْضَةً يَعْنِي خَوْذَةً تَرُدُّ عَنْهُ، فَقِيلَ لابْنِ الزُّبَيْرِ: أَلا تُكَلِّمُهُمْ فِي الصُّلْحِ، فَقَالَ: أوَ حِينَ صُلْحٍ هَذَا، وَاللَّهِ لَوْ وَجَدُوكُمْ فِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ لَذَبَحُوكُمْ جَمِيعًا، ثُمَّ قَالَ:

وَلَسْتُ بِمُبْتَاعِ الْحَيَاةِ بِسُبَّهٍ ... وَلا مُرْتَقٍ [٢] مِنْ خَشْيَةِ الْمَوْتِ سُلَّمَا

أُنَافِسُ سَهْمًا إِنَّهُ غَيْرُ بَارِحٍ [٣] ... مُلَاقِي الْمَنَايَا أَيَّ صَرْفٍ تَيَمَّمَا [٤]

قَالَ: وَكَانَ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ طَائِفَةٌ مِنْ أَعَوْانِ ابْنِ الزُّبَيْرِ يَرْمُونَ عَدُوَّهُ بِالآجُرِّ، وَحَمَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ فَأَصَابَتْهُ آجُرَّةٌ فِي مَفْرَقِهِ فَلَقَتْ رَأْسَهُ [٥] .

وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: وثنا شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، وثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامٍ بن عروة، عن أبيه قالوا: لما قتل


[١] كذا في النسخ، وهو مرجوح. وقد قال المحبّي في (جنى الجنّتين- ص ٥٠) : وأما القول بأنّ إسحاق هو الذبيح فقد استدلّ له بدلائل من الحديث والأخبار. أكثر ممكنة التأويل. وذكر أن سبب ذبح إسحاق على القول بأنه الذبيح أنّ الخليل إبراهيم قال لسارة: إن جاءني منك ولد فهو للَّه ذبيح، فجاءت بإسحاق ...
وفي تاريخ الخلفاء للسيوطي، إن إسماعيل هو الراجح عند الصحابة والتابعين ومن بعدهم.
(كما في جنى الجنّتين) .
[٢] في (المفضّليّات ١٢) : «ولا مبتغ» .
[٣] هذا الشطر من البيت ورد مختلفا في: «المفضّليّات، وفي تاريخ الطبري، وأنساب الأشراف ٥/ ٣٦٧:.
أبى لابن سلمى أنّه غير خالد.
[٤] البيتان للحصين بن الحمام المرّي، في المفضليّات ١٢، وتاريخ الطبري ٦/ ١٩١ بتقديم البيت الثاني على الأول، وكذا في أنساب الأشراف ٥/ ٣٦٧، ومروج الذهب ٣/ ١٢١.
[٥] تاريخ الطبري ٦/ ١٩٢.