للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تَجُوبُ بِي الْأَرْضَ عَلَنْدَاةٌ [١] شَزَنْ [٢] ... تَرْفَعُنِي وَجَنًا وَتَهْوِي بِي وَجَنْ [٣]

لَا يَرْهَبُ الرَّعْدَ وَلَا رَيْبَ الزَّمَنْ ... كَأَنَّمَا أُخْرِجَ مِنْ جَوْفٍ ثَكَنْ [٤]

حَتَّى أَتَى عَارِيَ الْجَآجِي [٥] وَالْقَطَنْ [٦] ... تَلُفُّهُ فِي الرِّيحِ بَوْغَاءُ [٧] الدِّمَنْ [٨]

فَقَالَ سَطِيحٌ: عَبْدُ الْمَسِيحِ [٩] ، جَاءَ إِلَى سَطِيحٍ، وَقَدْ أَوْفَى عَلَى الضِّرِيحِ، بَعَثَكَ مَلِكُ بَنِي سَاسَانَ، لِارْتِجَاسِ الْإِيوَانِ، وَخُمُودِ النّيران، ورؤيا الموبذان، رأى إلا صِعَابًا، تَقُودُ خَيْلًا عِرَابًا، قَدْ قَطَعَتْ دِجْلَةَ، وَانْتَشَرَتْ فِي بِلَادِهَا، يَا عَبْدَ الْمَسِيحِ إِذَا كَثُرَتِ التِّلَاوَةُ، وَظَهَرَ صَاحِبُ الْهِرَاوَةِ [١٠] ، وَفَاضَ وَادِي السَّمَاوَةِ، وَخَمَدَتْ نَارُ فَارِسَ، فَلَيْسَ [١١] الشَّامُ لِسَطِيحٍ شاما، يملك منهم ملوك ومليكات، عَلَى عَدَدِ الشُّرُفَاتِ، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ آتٍ. ثُمَّ قَضَى سَطِيحٌ مَكَانَهُ، [١٢] وَسَارَ عَبْدُ الْمَسِيحِ إِلَى رَحْلِهِ، وَهُوَ يَقُولُ:

شَمِّرْ فَإِنَّكَ مَاضِي الْهَمِّ شِمِّيرُ ... لَا يُفْزِعَنَّكَ تَفْرِيقٌ وَتَغْيِيرُ


[١] علنداة: القويّة من النّوق. (الروض الأنف) .
[٢] شزن: تمشي من نشاطها على جانب. (الروض الأنف) .
[٣] الوجن: الأرض الصلبة ذات الحجارة. (الروض الأنف) .
[٤] ثكن: اسم جبل بالحجاز. (الروض الأنف) .
[٥] في طبعة القدسي ٢/ ١٣ «الجآحي» والتصحيح من المصادر الآتية. والجآجي: جمع جؤجؤ وهو الصدر. (الروض الأنف) .
[٦] القطن: أصل ذنب الطائر، وأسفل الظهر من الإنسان.
[٧] البوغاء: التراب الناعم. والدّمن: ما تدمّن منه أي: تجمّع وتلبّد (الروض الأنف) .
[٨] راجع الأبيات مع تقديم وتأخير وتغيير في الألفاظ في: تاريخ الطبري ٢/ ١٦٧، ١٦٨ العقد الفريد ٢/ ٢٩، ٣٠، لسان العرب (مادة سطح) ، الروض الأنف ١/ ٢٩، ٣٠ سيرة ابن كثير ١/ ٢١٦، ٢١٧، النهاية في غريب الحديث (مادة سطح) ٢/ ١٣٩.
[٩] أضاف السهيليّ في الروض ١/ ٣٠ «على جمل مشيح» .
[١٠] يعني النبي صلّى الله عليه وسلّم.
[١١] في تاريخ الطبري والروض «فليست» .
[١٢] حتى هنا ينتهي الخبر في الروض الأنف ١/ ٣٠.