للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢٧٤- يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ [١] ابْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، أَبُو خَالِدٍ الأُمَوِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. وَلِيَ الْخِلافَةَ بَعْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِعَهْدٍ مِنْ أَخِيهِ سُلَيْمَانَ، مَعْقُودٌ فِي تَوْلِيَةِ عمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ كَمَا ذَكَرْنَا، وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ. قَالَ سَعِيد بْن عفير: كَانَ جسيما أبيض مدوَّر الوجه أفقم [٢] لم يشب. قَالَ عَبْد العزيز، عَن ابن جَابِر: بيَّنَّا نَحْنُ عِنْدَ مكحول: إذ أقبل يزيد بْن عَبْد الملك، فهممنا أن نوسع لَهُ، فَقَالَ مكحول: دعوه يجلس حيث انتهى به المجلس، يتعلم التواضع.

أَبُو ضمرة، عَن مُحَمَّدً بْن مُوسَى بْن عَبْد الله بْن بشار قَالَ: إني لجالس فِي مسجد النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد حج يزيد بْن عَبْد الملك قبل أن يكون خليفة، فجلس مَعَ المقبري، وابن أبي الغياث، إذ جاء أَبُو عَبْد الله القراظ [٣] ، فوقف عَلَيْهِ فَقَالَ: أنت يزيد بْن عَبْد الملك؟ فالتفت يزيد إلى الشيخين فَقَالَ:

أمجنون هذا! فذكروا لَهُ فضله وصلاحه وقالوا: هذا أَبُو عَبْد الله القراظ صاحب أَبِي هُرَيْرَةَ، حتى رق لَهُ ولان، فَقَالَ: نعم أَنَا يزيد، فَقَالَ لَهُ: ما أجملك، إنك تشبه أباك إن ولِّيت من أمر النَّاس شيئا، فاستوص بأهل المدينة خيرا، فأشهد عَلَى أبي هُرَيْرَةَ لحدَّثني عَن حبّه وحبّه صاحب هذا البيت- وأشار إلى الحجرة- أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم خرج إلى ناحية من المدينة، يقال لها بيوت السُّقيا، وخرجت معه، فاستقبل القبلة ورفع يديه فقال: «إنّ إبراهيم


[١] تاريخ خليفة ٣٣١، المعارف ٣٦٤- ٣٦٥ و ٤٠٨، ٤٠٩، تاريخ اليعقوبي ٢/ ٣١٠ وما بعدها، الفخري ١٣١، تاريخ الرسل والملوك ٧/ ٢١، مروج الذهب ٣/ ٢٠٧ وما بعدها، الكامل في التاريخ ٥/ ١٢٠، تاريخ دمشق ١٨/ ١٦٩ ب- ١٧٣ ب، العبر ١/ ١٢٨، سير أعلام النبلاء ٥/ ١٥٠- ١٥٢ رقم ٥٣، فوات الوفيات ٤/ ٣٢٢- ٣٢٣ رقم ٥٧٧، البداية والنهاية ٩/ ٢٣١، شذرات الذهب ١/ ١٢٨، خلاصة الذهب المسبوك ٣٠- ٣١، معجم بني أميّة ٢٠١ رقم ٤١٩.
[٢] الفقم: محرّكة، تقدُّم الثنايا العليا فلا تقع على السفلى. (القاموس المحيط) .
[٣] بالأصل «القراط» ، والتصحيح من (اللباب في الأنساب) ج ٢ ص ٢٥٠.