للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مُحَمَّد بْن مروان، وألزمه ابنه مروان الَّذِي استُخْلِف، ثم قَالَ لَهُ مُحَمَّد: كيف رأيتَ ابنَ أخيك؟ قَالَ: ألزمتني رجلا إنْ قَعْدت عَنْه عَتَب، وإنْ جئتُه حَجَب، وإن عاتبته صخب، وإن صاحبته غضب، فتركه ولزم عُمَر بْن عَبْد العزيز، فكانت لَهُ منه مكانةٌ، وطال مقام جريرٍ بباب عُمَر، فكتب إلى عون:

يَا أَيُّهَا الْقَارِئُ الْمُرْخِي عِمَامَتَهُ ... هَذَا زَمَانُكَ إنّي قد مضى زمني

أَبْلِغْ خليفتَنا إنْ كنتَ لاقِيه ... أنِّي لدى الباب كالمصْفودِ فِي قَرَنِ

[١] ورَوى جرير، عَنْ مُغِيرة قَالَ: كَانَ عَوْن بْن عَبْد اللَّه يقُصّ، فإذَا فرغ أمر جاريةً لَهُ أنّ تغنّي وتُطْرِب، فأردتُ أن أرسل إليه: إنّك مِنَ أهل بيتِ صِدْقٍ، وإنّ اللَّه لم يبعث نبيَّه بالحُمْق، وصنيعك هذا حُمْق. زيد بْن عَوْف، نا سَعِيد ابن زرْبى [٢] ، عَنْ ثابت البُنَانيّ قَالَ: كَانَ لِعَوْن جاريةٌ يقال لها بُسْرَة، تقرأ بألحانٍ، فَقَالَ لها يومًا: اقرئي عَلَى إخواني، فكانت تقرأ بصوْت وجيع، فرأيتهُم يُلْقُون العمائم، ويبكون، فَقَالَ لها يومًا: يا بُسْرَة، قد أعطيتُ لك ألفَ دينارٍ لحُسنِ صَوتِك، اذهبي فأنت حرَّةٌ لوجه اللَّه. مات سنة بِضْعَ عشرةَ ومائة.

٥٢٢- (عَوْن بْن أَبِي جحيفة) [٣] ع- وهب السّوائي [٤] الكوفي. عَنْ أَبِيهِ، والمنذر بْن جرير البَجَلي، وعَبْد الرَّحْمَن بْن سمير. وعَنْه حَجَّاج بْن أرطأة، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وعُمَر بْن أَبِي زائدة، وشعبة، وسفيان، وقيس بن الربيع.

وثّقه ابن معين.


[١] ديوان جرير ٢/ ٧٣٨.
[٢] زربى: بفتح الزاي ثم مهملة ساكنة ثم موحّدة. (الخلاصة ١٣٨) .
[٣] الطبقات الكبرى ٦/ ٣١٩ (مذكور دون ترجمة) ، الطبقات لخليفة ١٥٩، التاريخ لابن معين ٢/ ٤٦١، تاريخ خليفة ٣٥١، التاريخ الكبير ٧/ ١٥ رقم ٦٣، الجرح والتعديل ٦/ ٣٨٥ رقم ٢١٣٩، المعرفة والتاريخ ١/ ٢٨٨ و ٣/ ٢٣٩، مشاهير علماء الأمصار ١٠٥ رقم ٧٩١، تهذيب الكمال ٢/ ١٠٦٦، الكاشف ٢/ ٣٠٧ رقم ٤٣٨٢، سير أعلام النبلاء ٥/ ١٠٥ رقم ٣٨، تهذيب التهذيب ٨/ ١٧٠ رقم ٣٠٦، تقريب التهذيب ٢/ ٩٠ رقم ٧٩٧، خلاصة تذهيب التهذيب ٢٩٨.
[٤] السّوائي: بضم السين وفتح الواو. نسبة إلى سواءة بن عامر بن صعصعة. (اللباب ٢/ ١٥٢) .