للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَبِي الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ النَّصْرِيِّ [١] قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ مُهَاجِرًا، وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَإِنْ كَانَ لَهُ عَرِيفٌ نَزَلَ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَرِيفٌ نَزَلَ الصُّفَّةَ، فَنَزَلْتُ الصُّفَّةَ، وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَافِقُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ، وَيَقْسِمُ بَيْنَهُمْ مُدًّا مِنْ تَمْرٍ، فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي صَلَاتِهِ، إِذْ نَادَاهُ رجل فقال: يا رسول الله أَحْرَقَ بُطُونَنَا التَّمْرُ، وَتَخَرَّقَتْ عَنَّا الْخُنُفُ [٢] قَالَ: وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَذَكَرَ مَا لَقِيَ مِنْ قَوْمِهِ، ثُمَّ قَالَ: «لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَصَاحِبِي، ومكثنا بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَا لَنَا طَعَامٌ غَيْرُ الْبَرِيرِ- وَهُوَ ثَمَرُ الْأَرَاكِ- حَتَّى أَتَيْنَا إِخْوَانَنَا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَآسَوْنَا مِنْ طَعَامِهِمْ، وَكَانَ جُلَّ طَعَامِهِمُ التَّمْرُ، وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَوْ قَدِرْتُ لَكُمْ عَلَى الْخُبْزِ وَاللَّحْمِ لَأَطْعَمْتُكُمُوهُ، وَسَيَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ أَوْ مَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ، تَلْبَسُونَ أَمْثَالَ أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، وَيُغْدَى وَيُرَاحُ عَلَيْكُمْ بِالْجِفَانِ» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ أَمِ الْيَوْمَ؟ قَالَ: «بَلْ أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ، أَنْتُمُ الْيَوْمَ إِخْوَانٌ، وَأَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ يَضْرِبُ بعضكم رقاب بعض» [٣] .


[١] هو طلحة بن عمرو النّصري، ويقال فيه طلحة بن عبد الله. ووقع التصحيف في نسبته، فقيل «النضري» كما في الاستيعاب، وقيل «البصري» كما في الإصابة وغيره، وقيل «النضري» بالضاد المعجمة، كما في الوافي بالوفيات وغيره.
انظر عنه: طبقات ابن سعد ٧/ ٥١ وفيه «النّضري» ، وطبقات خليفة ٥٥ و ١٨٣، والتاريخ الكبير ٤/ ٣٤٤ رقم ٣٠٧٠، والمعرفة والتاريخ للفسوي ١/ ٢٧٧، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٤/ ٤٧٢ رقم ٢٠٧٣، والاستيعاب ٢/ ٢٢٥ وفيه النضري، والمعجم الكبير للطبراني ٨/ ٣٧١، وحلية الأولياء لأبي نعيم ١/ ٣٧٤ رقم ٨٣ وفيه «البصري» ، وأسد الغابة لابن الأثير ٣/ ٦٢، والوافي بالوفيات للصفدي ١٦/ ٤٧٨ رقم ٧٥١٥ وفيه «النضري» ، والإصابة لابن حجر ٢/ ٢٣١ رقم ٤٢٧٠ وفيه «البصري» ، والصواب ما أثبته ابن حجر في: تبصير المنتبه بتحرير المشتبه ١/ ١٥٦ من أنه «النّصري» بالنون، والصاد المهملة.
[٢] الخنف: جمع خنيف من نسج مشاقة الكتان. (كتبت على حاشية الأصل) وفي النهاية لابن الأثير: أراد ثيابا تعمل منه كانوا يلبسونها. وهي من نوع غليظ من أردأ الكتّان. وعرّفها أبو نعيم في الحلية بأنها برود شبه اليمانية.
[٣] أخرجه أحمد في المسند ٣/ ٤٨٧ ونسبه إلى رجل يسمّى طلحة وقال: ليس هو بطلحة بن