للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الْعَمِيُّ، عَنْ أَنَسٍ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَافَحَهُ الرَّجُلُ لَا يَنْزِعُ يَدَهُ مِنْ يَدِهِ، حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ يَنْزِعُ، وَإِنِ اسْتَقْبَلَهُ بِوَجْهِهِ، لَا يَصْرِفُهُ عَنْهُ، حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ يَنْصَرِفُ، وَلَمْ يُرَ مُقَدِّمًا رُكْبَتَهُ بَيْنَ يَدَيْ جَلِيسٍ لَهُ. أَخْرَجَهُمَا الْفَسَوِيُّ عَنْهُمَا فِي تَارِيخِهِ [١] .

وَقَالَ مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا الْتَقَمَ أُذُنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [٢] فَيُنَحِّي رَأْسَهُ، حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي ينحّي رأسه، وما رأيت رسول الله أَخَذَ بِيَدِ رَجُلٍ فَتَرَكَ يَدَهُ، حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَدَعُ يَدَهُ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ [٣] .

وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَجْمِعًا ضَاحِكًا، حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتِهِ، إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [٤] .

وَقَالَ سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَكُنْتَ تُجَالِسُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ كَثِيرًا، كَانَ لَا يَقُومُ مِنْ مصلّاه حتّى تطلع الشمس،


[١] المعرفة والتاريخ ٣/ ٢٨٩.
[٢] أي جعل فمه يحاذي: أذنه صلّى الله عليه وسلّم للإفضاء بالسّر.
[٣] في كتاب الأدب (٤٧٩٤) باب في حسن العشرة.
[٤] رواه أبو داود في الأدب (٤٧٩٤) باب في حسن العشرة، والترمذي في صفة القيامة (٢٤٩٢) باب رقم ٤٧، وهو حديث حسن، والفسوي في المعرفة والتاريخ ٣/ ٢٨٩، وابن كثير في البداية والنهاية ٦/ ٣٩، وابن سعد في الطبقات ١/ ٣٧٨، والبغوي في شرح السّنّة ١٣/ ٢٤٥- ٢٤٦ وقال: هذا حديث غريب، وابن ماجة (٣٧١٦) والبيهقي في دلائل النبوّة ١/ ٢٧٣ ورواه البخاري في الأدب ٧/ ٩٤- ٩٥ باب التبسّم والضّحك، وفي التفسير ٦/ ٤٢ سورة الأحقاف، ومسلم (٨٩٩/ ١٦) في صلاة الاستسقاء، باب التعوّذ عند رؤية الريح والغيم، والفرح بالمطر، وأحمد في المسند ٦/ ٦٦.