للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بِنْت تسع سنين وما رآها رَجُل [١] حَتَّى لَقِيتِ اللَّه.

قُلْتُ: هَذِهِ حكاية باطلة، وَسُلَيْمَان الشاذكوني ليس بثقة، وما أُدْخِلت فاطمة عَلَى هشام إلا وهي بِنْت نيّفٍ وعشرين سنة فإنها أكبر مِنْهُ بنحوٍ من تسع سنين [٢] ، وقد سَمِعْت من أسماء بنت الصديق، وهشام لم يسمع من أسماء مَعَ أنها حدثتها. وأيضا فَلَمَّا سَمِعَ ابْن إِسْحَاق منها كَانَتْ قد عجزت وكبرت وهو غلام أو هُوَ رَجُل من خلف الستر [٣] . فإنكار هشام بارد.

قَالَ ابْن المديني: سَمِعْت يحيى يَقُولُ: قُلْتُ لهشام: ابْن إِسْحَاق يحدّث عَن فاطمة بِنْت المنذر، فَقَالَ: أهو كَانَ يَصِلْ إليها.

وقال يحيى بْن آدم: نا ابْن إدريس قَالَ: كنت عند مالك فَقَالَ لَهُ رَجُل: إن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق يقول: اعْرِضُوا عليّ عِلْم مالك فإِني بيطاره، فَقَالَ مالك: انظروا إِلَى دجّال من الدجاجلة يَقُولُ: اعرضوا عليّ علم مالك.

قَالَ ابْن إدريس: مَا رَأَيْت أحدًا جمع الدجّال قبله.

وقال عَبْد الْعَزِيز الدراوَرْديّ وابن أَبِي حازم: كُنَّا فِي مجلس ابْن إِسْحَاق فنعس ثُمَّ رفع رأسه فَقَالَ: رَأَيْت كأن حمارًا أخرِج من دار مروان فِي عنقه حبل، فَمَا لبثنا أن دخل أعوان السلطان فوضعوا فِي عنق ابْن إِسْحَاق حبلا وذهبوا بِهِ فَجُلِد. زاد سَعِيد الزبيري راويها عَن الدراوَرْديّ قَالَ: من أجل القدر. فَقَالَ هارون بْن معروف كَانَ ابْن إِسْحَاق قَدَرِيًّا.

وقال الجوزجاني: ابْن إِسْحَاق يُشَبِهّون حديثَه وهو يرمى بغير نوع من البدع.


[١] «رجل» غير موجودة في الأصل، فاستدركتها من (الميزان) .
[٢] في (الميزان) : فإنّها أكبر من هشام بثلاث عشرة سنة.
[٣] زاد في (الميزان) : فلعله سمع منها في المسجد.