للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكادت من تُهامةَ كلُّ أرض ... ومن نجدٍ تزولُ غَداةَ زَالا

وكان الناس كلهم لمعْنٍ ... إِلَى أنْ زار حُفْرَتُه عيالا

فَلَيْتَ الشامتينَ بِهِ فدَوْهُ ... وليت الْعُمْرَ مُدَّ لَهُ فَطَالا

ولم يَكُ كَنْزُهُ ذهَبًا ولكنْ ... سيوفَ الهندِ والحَلَق الذِّبالا

ومارنة من الْخَُطَى سُمْرًا ... ترى فيهنَّ لِينًا واعتِدالا

وذُخْرًا من محامدٍ [١] باقياتٍ ... وفضلَ تُقًى بِهِ التفضيلُ نالا

وأيامُ الْمَنُونِ لها صُرُوفٌ ... تُقَلِّبُ بالفتَى حالا فَحَالا [٢]

وذكر ابْن المعتز فِي كتاب طبقات الشعراء أن مروان دخل عَلَى جَعْفَر البرمكي فاستنشده إياها فَلَمَّا أنشده أرسل دموعه ثُمّ قَالَ: هَلْ أثابك أحد من أهله شيئًا عليها؟ قَالَ: لا، فأمر له عليها بألف وستمائة دينار، فزاد مروان فيها هَذَا:

نفخت مكافئًا عَن قبْر معن ... لنا مما تجُود بِهِ سجالا

فكافأ عَن صَدَى معن جوادٌ ... بأجودِ راحة بَذَلَ النَّوَّالا

كأن البرمكيّ بكلّ مالٍ ... تجُود بِهِ يداه يفيدُ مالا

قَالَ الخطيب بلغني أَنَّهُ أساء السيرة فِي أَهْل سجستان فقتلوه ببُسْت، وذلك سنة اثنتين وخمسين ومائة.

المغيرة بن زياد [٣] ، أبو هاشم الموصلي.


[١] في تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (مكارم) .
[٢] وردت هذه الأبيات بزيادة وتقديم وتأخير في مصادر ترجمته.
[٣] الضعفاء الصغير ١٠٧، الميزان ٤/ ١٠٦، التاريخ ٧/ ٣٢٦، المتروكين ٩٧، التقريب ٢/ ٢٦٨، تاريخ الموصل ٣٧ و ٣٩ و ١٥٣، التهذيب ١٠/ ٢٥٨، الجرح ٨/ ٢٢٢، المعرفة والتاريخ ٣/ ٢٣١، التاريخ لابن معين ٢/ ٥٧٩ رقم ٢٧٠٩، طبقات خليفة ٣٢١، سير أعلام النبلاء ٧/ ١٩٧، خلاصة تذهيب الكمال ٣٨٥.