وقد علّق العلّامة اليماني على صاحب الترجمة فرجّح أنه «حيّان بن زهير» وقال: «هكذا في الأصل (أي في أصل التاريخ الكبير للبخاريّ) وأراه الصواب كما يأتي، ويأتي عن ابن حبّان ما يدلّ أنه عنده «حبّان» بالكسر والموحّدة. وقال في «حيان بن زهير» الوارد في الترجمة رقم (٣٠٥) : «هذه العبارة. «أي: حيّان بن زهير) - والعبارة الآتية «وقال الصلت» ... » وقوله آخر ترجمة «وقال وهب بن جرير.....» إلى آخر الترجمة فيها شيء، فقد تقدّم في باب حيّان بالمثنّاة من تحت رقم (٢١٣) «حيّان بن عبيد الله أبو زهير» . وقدّمنا أن ابن أبي حاتم قال فيه: «حيّان بن عبيد الله بن زهير أبو زهير» . وقد ذكره ابن حبّان في الثقات بنحو ما تقدّم، وفي الكنى للدولابي ١/ ١٨٣) «أبو زهير حيّان بن زهير العدوي يحدّث عنه وهب بن جرير» وقال الذهبي في الميزان «حيّان بن عبيد الله أبو زهير شيخ بصري، عن أبي مجلز: قال البخاري ذكر منه الصلت الاختلاط، روى عنه مسلم، وموسى التبوذكي. وقال إبراهيم بن الحجاج السامي ثنا حيّان بن عبيد الله أبو زهير العدوي حدّثنا أبو مجلز عن ابن عباس وثنا ابن بريدة عن أبيه....» أقول: وهذا يوافق ما تقدّم في رقم (٢١٣) إلّا في قوله «ذكر منه الصلت الاختلاط» فإنما ذكره المؤلّف هنا، وإلّا قوله «وقال إبراهيم بن الحجاج السامي» فإن بدله في رقم (٢١٣) قال عباس بن طالب» والباقي. متفق في المعنى. وفي الميزان فيمن اسمه حبّان بالكسر والموحدة «حبّان بن يسار الكلابي البصري أبو رويحة ويقال أبو روح، عن ثابت البناني وبريدة بن أبي مريم ... ذكره ابن حبّان في الثقات، والبخاري في الضعفاء فأشار إلى أنه تغيّر» وذكر قبله «حبّان بالكسر هو ابن زهير ويقال ابن يسار أبو روح قال ابن حبّان: اختلط فلا يحتج به. لكن فرّق ابن حبّان بين ابن زهير وابن يسار فقال: ابن زهير أبو روح لا يحتجّ به يروي عن بريد بن أبي مريم، ومحمد بن واسع، وعنه أبو همّام الخاركي، أقول: أبو همام هو الصلت. وقد ذكره المزّي في شيوخ صاحب الترجمة وذكر فيها «قال البخاري عن الصلت بن محمد: رأيته آخر عمره وذكر منه اختلاطا» وذكر في ترجمة إبراهيم بن الحجاج السامي أنه يروي عن أبي زهير حيّان بن عبيد الله، وفي تهذيب التهذيب في ترجمة حبّان بن يسار «وذكره البخاري في التاريخ وذكر في اسم أبيه اختلافا» ، والّذي يظهر من تصرّف صاحب الميزان وغيره أن المؤلّف ذكر في كتاب الضعفاء الكبير كلا الرجلين: حيّان بن عبيد الله وحبّان بن يسار، وحكى في كل منهما كلام الصلت، فالذي يتحقق أن هناك رجلين مشهورين أحدهما حيّان بن عبيد الله الّذي تقدّم رقم (٢١٣) ، والآخر حبّان بن يسار صاحب هذه الترجمة. ثم كأنّ البخاريّ شك في شيخ الصلت أيّهما هو؟ فجاء ابن حبّان فجعله ثالثا، والّذي يظهر من كلام المؤلّف في آخر هذه الترجمة أن الّذي روى عنه وهب بن جرير هو المتقدّم رقم (٢١٣) كما يأتي، فكذلك ينبغي أنه شيخ الصلت فالاختلاط إنما هو من حيّان بن عبيد الله بن زهير، وإنّما نسبه الصلت إلى جدّه كما فعل وهب بن جرير، ومثل ذلك كثير والله أعلم» . (انتهى) .