للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: شَهِدْتُ صَالِحًا الْمُرِّيَّ عَزَّى رَجُلا فِي ابْنِهِ فَقَالَ: لَئِنْ كَانَتْ مُصِيبَتُكَ بِابْنِكَ لَمْ تُحْدِثْ لَكَ مَوْعِظَةً فِي نَفْسِكَ، فَمُصِيبَتُكَ بِابْنِكَ جَلَلٌ فِي مُصِيبَتُكَ بِنَفْسِكَ، فَإِيَّاهَا فَابْكِ [١] .

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْخَيْرِ، عَنِ اللَّبَّانِ إِجَازَةً، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ، نَا، أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُسَاوِرٍ، نَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، ثَنَا صَالِحُ بْنُ بَشِيرٍ أَبُو بِشْرٍ الْمُرِّيُّ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: «أَرْبَعُ خصال: واحدة فيما بيني وبينك، واحدة فيما بينك وَبَيْنَ عِبَادِي، وَوَاحِدَةٌ لِي، وَوَاحِدَةٌ لَكَ. فَأَمَّا الَّتِي لِي فَتَعْبُدْنِي لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا، وَأَمَّا الَّتِي لَكَ فَمَا عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ جَزَيْتُكَ بِهِ، وَأَمَّا الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ فَمِنْكَ الدُّعَاءُ وَعَلِيَّ الإِجَابَةُ، وَأَمَّا الَّتِي بَيْنَكَ وَبَيْنَ عِبَادِي تَرْضَى لَهُمْ مَا تَرْضَى لِنَفْسِكَ. تَفَرَّدَ بِهِ صَالِحٌ [٢] . وَقَدْ رُوِيَ مَوْقُوفًا.

تُوُفِّيَ صَالِحٌ الْمُرِّيُّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [٣] ، وَقِيلَ: سَنَةَ ستّ [٤] ، والأوّل أصحّ.

١٣٩- صدقة بن خالد [٥]- خ. د. ن. ق. -


[١] العقد الفريد ٣/ ٣٠٤، حلية الأولياء ٦/ ١٧١، ١٧٢، صفة الصفوة ٣/ ٣٥١، ٣٥٢، وهو باختصار في عيون الأخبار ٣/ ٥٣.
[٢] ذكره ابن عديّ في (الكامل ٤/ ١٣٨٠) ، وأخرجه أبو نعيم في الحلية ٦/ ١٧٣.
[٣] تاريخ بغداد ٩/ ٣١٠.
[٤] أرّخه فيها البخاري في تاريخه. وابن الجوزي في (صفة الصفوة ٣/ ٣٥٢) وابن خلكان في (وفيات الأعيان ٢/ ٤٩٥) وقال فيه الجوزجاني: «كان قاصّا واهي الحديث» .
وقال الدار الدّارقطنيّ: «رجل صالح قلّ ما يوافق فيما يرويه عن الحسن والجريريّ» .
وقال الحاكم النيسابورىّ: «ليس بالقوي عندهم» .
وقال عفّان بن مسلم: كنّا عند ابن عليّة، فذكر صالح المرّيّ فقال: رجل ليس بثقة، فقال له آخر: مه، اغتبت الرجال! فقال ابن علية: اسكتوا، فإنما هذا دين. (الأسامي والكنى ١/ ورقة ٨١ أ) .
[٥] انظر عن (صدقة بن خالد) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد ٧/ ٤٦٩، والتاريخ لابن معين برواية الدوري ٢/ ٢٦٨، ومعرفة