للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَقْدَمَهُ مَكَّةَ حِينَ فَرَغَ مِنْ تِجَارَتِهِ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [١] .

وَقَالَ مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ: أَنَّ أَبَا طَالِبٍ سَافَرَ إِلَى الشَّامِ وَمَعَهُ مُحَمَّدٌ، فَنَزَلَ مَنْزِلًا، فَأَتَاهُ رَاهِبٌ فَقَالَ: فِيكُمْ رَجُلٌ صَالِحٌ، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ أَبُو هَذَا الْغُلَامِ؟ قَالَ أَبُو طَالِبٍ: ها أنا ذا وَلِيُّهُ. قَالَ:

احْتَفِظْ بِهِ وَلَا تَذْهَبْ بِهِ إِلَى الشَّامِ إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ حُسَّدٌ، وَإِنِّي أَخْشَاهُمْ عَلَيْهِ. فَرَدَّهُ [٢] .

وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [٣] : أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ وَجَمَاعَةٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، أَنَّ أَبَا طَالِبٍ خَرَجَ تَاجِرًا إِلَى الشَّامِ، وَمَعَهُ مُحَمَّدٌ، فَنَزَلُوا بِبَحِيرَا، الْحَدِيثَ.

وَرَوَى يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ حَدِيثًا طَوِيلًا فِيهِ: فَلَمَّا نَاهَزَ الِاحْتِلَامَ، ارْتَحَلَ بِهِ أَبُو طَالِبٍ تَاجِرًا، فَنَزَلَ تَيْمَاءَ، فَرَآهُ حَبْرٌ مِنْ يَهُودِ تَيْمَاءَ، فَقَالَ لِأَبِي طَالِبٍ: مَا هَذَا الْغُلَامُ؟ قَالَ: هُوَ ابن أخي، قال: فو الله إِنْ قَدِمْتَ بِهِ الشَّامَ لَا تَصِلُ بِهِ إلى أَهْلَكَ أَبَدًا، لَيَقْتُلَنَّهُ الْيَهُودُ إِنَّهُ عَدُوُّهُمْ، فَرَجَعَ بِهِ أَبُو طَالِبٍ مِنْ تَيْمَاءَ إِلَى مَكَّةَ.

قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [٤] : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيمَا ذُكِرَ لِي- يُحَدِّثُ عمّا كان الله تعالى يحفظه به فِي صِغَرِهِ [٥] ، قَالَ: «لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي غِلْمَانٍ من


[١] انظر: السير والمغازي لابن إسحاق ٧٣- ٧٥، سيرة ابن هشام ١/ ٢٠٥- ٢٠٧، تاريخ الطبري ٢/ ٢٧٧، ٢٧٨، تهذيب تاريخ دمشق ١/ ١/ ٢٧٠- ٢٧١، دلائل النبوّة ١/ ٣٧٣- ٣٧٦ نهاية الأرب ١٦/ ٩٠- ٩٢، السيرة لابن كثير ١/ ٢٤٣- ٢٤٦، الخصائص الكبرى للسيوطي ١/ ٨٤، السيرة الحلبية ١/ ١١٨، ١١٩، عيون الأثر ١/ ٤١، ٤٢، شرح المواهب ١/ ١٩٤- ١٩٦.
[٢] انظر طبقات ابن سعد ١/ ١٢١، والسيرة لابن كثير ١/ ٢٤٩.
[٣] الطبقات ١/ ١٢١.
[٤] سيرة ابن هشام ١/ ٢٠٨ وانظر السير والمغازي ٧٨، ٧٩.
[٥] في السيرة زيادة «وأمر جاهليّته» .