وقول الذهبي «زيادة ثابتة الإسناد» يفسّره قول ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري ١/ ٤٥١) : «واعلم أنّ هذه الزيادة لم يذكرها الحميدي في الجمع» وقال: إنّ البخاري لم يذكرها أصلا، وكذا قال أبو مسعود. قال الحميديّ: ولعلّها لم تقع للبخاريّ، أو وقعت فحذفها عمدا. قال: وقد أخرجها الإسماعيليّ والبرقاني في هذا الحديث. قلت: ويظهر لي أنّ البخاري حذفها عمدا، وذلك لنكتة خفيّة، وهي أنّ أبا سعيد الخدريّ اعترف أنّه لم يسمع هذه الزيادة من النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. فدلّ على أنّها في هذه الرواية مدرجة. والرواية الأولى التي بيّنت ذلك ليست على شرط البخاري. وقد أخرجها البزّار من طريق داود بن أبي هند، عن أبي ندرة، عن أبي سعيد، فذكر الحديث في بناء المسجد وحملهم لبنة لبنة، وفيه: فقال أبو سعيد: فحدّثني أصحابي ولم أسمع من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: يا بن سميّة، تقتلك الفئة الباغية» . وأخرج الحديث: مسلم (٢٩١٦) في الفتن، باب: لا تقوم الساعة حتى يمرّ الرجل بقبر الرجل فيتمنّى أن يكون مكان الميت من البلاء. وعن أمّ سلمة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعمّار: «تقتلك الفئة الباغية» . وعن أبي هريرة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لعمّار: «أبشر عمّار تقتلك الفئة الباغية» . (رواه التّرمذي ٣٨٠٢) في المناقب، باب، مناقب عمّار بن ياسر، وهو حديث صحيح. وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب. وفي الباب: عن أمّ سلمة، وعبد الله بن عمر، وأبي اليسر، وحذيفة. وقال ابن حجر: روى حديث «تقتل عمّارا الفئة الباغية» جماعة من الصحابة، منهم: قتادة بن النعمان، وأمّ سلمة عند مسلم. وأبو هريرة عند الترمذي، وعبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي، وعثمان بن عفان، وحذيفة، وأبو أيوب، وأبو رافع، وخزيمة بن ثابت، ومعاوية، وعمرو بن العاص، وأبو اليسر، وعمّار نفسه، وكلها عند الطبراني وغيره، وغالب طرقها صحيحة، أو حسنة، وفيه عن جماعة آخرين يطول عددهم. (جامع الأصول ٩/ ٤٣) ورواه الطبراني في المعجم الكبير ٤/ ٩٨ رقم ٣٧٢٠ و ٤/ ٢٠٠ رقم (٤٠٣٠ و ١/ ٣٠٠ رقم ٩٥٤) و (المعجم الصغير ١/ ١٨٧) وابن جميع الصّيداوي في (معجم الشيوخ ٢٨٤ بتحقيقنا) وابن عساكر في (تاريخ دمشق ٩/ ٣٥٥) و (تهذيب تاريخ دمشق ٤/ ١٥٠) .