للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه الدار الدَّارَقُطْنِيُّ. وَخَلَطَهُمَا ابْنُ عَدِيٍّ [١] أَيْضًا، فَوَهِمَ.

وَكَوْنُهُمَا اثْنَيْنِ أَوْضَحُ شَيْءٍ، لِأَنَّ الأَكْبَرَ مِنْ أَصْحَابِ عَطَاءٍ، وَالثَّانِي مِنْ أَصْحَابِ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ وَذَوِيهِ، وَلِأَنَّ الأَكْبَرَ يُكْنَى أَبَا الْخَطَّابِ مَوْلَى النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ الأَنْصَارِيِّ، وَهَذَا يُخَالِفُهُ فِي كُنْيَتِهِ وَفِي نِسْبَتِهِ.

٥٨- حِزَامُ بْنُ هِشَامِ بْنِ حُبَيْشِ بن خالد بن الأشعر الخزاعيّ القريريّ [٢] .


[ () ] إبراهيم في الرواة عن صاحب الأغمية، وكذلك صنع المزّي، ولكن ما ندري على ماذا اعتمد ابن أبي حاتم، مع أنه ليس عنده إلّا ترجمة واحدة كما مرّ، فأمّا المزّي فلعلّه قلّده، والّذي يظهر أنّ الحامل لهم على صرف هذه العبارة إلى صاحب الأغمية أنّ ابن المديني وعمرو بن عليّ قد ليّناه ووثّقا هذا الأنصاري. ولكن رأى البخاري بعد أن تبيّن له أنهما اثنان أنّ القصّة التي حكاها عليّ بن نصر، عن حرب بن ميمون تتعلّق بالنضر بن أنس، فكان ذلك مشعرا بأنّ حرب بن ميمون الّذي حكاها هو مولى النضر بن أنس، وقد يجاب عن تكذيب سليمان له بأنه اعتمد على ما حكاه عن ابن سيرين أنه لم يشهد النضر بن أنس، ولعلّه شهد غسله ثم عرض له شغل فانصرف ولم يشهد الصلاة والدفن، فقوله «فما أمكنني أن «أشهده» أي أنّ أشهد الصلاة عليه لأنه إنما سئل عن عدم شهوده جنازة الحسن أي الصلاة عليه ودفنه كما هو المتبادر، فتأمّل» .
هذا، وقد علّق الصديق الدكتور بشّار عوّاد معروف في تحقيقه لتهذيب الكمال (ج ٥/ ٥٣٥ بالحاشية) على تعليقات العلامة اليماني بما يزيد على الصفحة، ملخّصه أنّ العلّامة اليماني صرف كلامه إلى غير وجهه وبناه على أساس أنّ البخاري قد ذكر ترجمتين في تاريخه الكبير، ولو تدبّر الأمر أكثر من ذلك لوجد أن وجود هاتين الترجمتين في تاريخ البخاري الكبير فيه نظر، ثم عدّد عدّة أوجه، فلتراجع هناك.
[١] أثبت ابن عديّ ترجمة «حرب بن ميمون أبو الخطاب البصري» مولى النضر بن أنس، عن أنس. سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاريّ: حرب بن ميمون أبو الخطاب مولى النضر بن أنس، عن أنس، سمع منه يونس بن محمد، قال سليمان بن حرب: هذا أكذب الخلق.
ورأيت البخاري في تاريخه الكبير: حرب بن ميمون أبو عبد الرحمن البصري، صاحب الأغمية مولى النضر بن أنس الأنصاريّ، سمع عطاء، والنضر بن أنس، وخالد بن أيوب.
روى عنه حبّان، وحرميّ بن عمارة، وعبد الله بن أبي الأسود، ومحمد بن بلال. قال محمد بن عقبة: كان حرب مجتهدا.
ثم ذكر ابن عديّ حديثين من طريق «حرب بن ميمون» الأول عن: حميد بن أنس- والثاني عن النضر بن أنس، عن أبيه.
وقال: «حرب بن ميمون هذا ليس له كتاب حديث، ويشبه أن يكون من العبّاد والمجتهدين من أهل البصرة والصالحين في حديثهم بعض ما فيه، إلّا أنه ليس بمتروك الحديث» .
(الكامل ٢/ ٨٢٤) .
[٢] انظر عن (حزام بن هشام الخزاعي) في: -