للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أَبُو داود: سَمِعْتُ ابن معين يَقُولُ: أكلت عجنة خبزٍ وأنا ناقهٌ مِنَ علّة [١] .

وقال الْحُسَيْن بْن فَهْم: سمعتُ ابن معين يَقُولُ: كنت بِمصر فرأيتُ جارية بيعت بألف دينار ما رأيتُ أحسن منها صَلَّى اللَّه عليها.

فقلتُ: يا أَبَا زكريّا مثلك يَقُولُ هذا؟

قَالَ: نعم، صَلَّى اللَّه عليها وعلى كل مليح.

وقال عَبَّاس الدوري: رأيتُ أَحْمَد بْن حنبل فِي مجلس رَوْح بْن عُبَادة يسألُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ عَنْ أشياء، يَقُولُ: يا أَبَا زكريّا، كيف حديث كذا، وكيف حديث كذا؟ يستثبته فِي أحاديث سمعوها. وَأَحْمَد يكتب ما يَقُولُ. وقلّ ما سَمِعْتُ أَحْمَد يسمّيه، إنّما كَانَ يَقُولُ: قَالَ أَبُو زكريّا [٢] .

وقَالَ أَبُو عُبَيْد الآجُرّيّ: سألتُ أَبَا دَاوُد أيّما أعلم بالرجال: عليّ بْن الْمَدِينِيّ، أو ابن معين؟

قَالَ: يحيى عالِم بالرجال، وليس عِنْدَ عليّ من خبر أهل الشّام شيء [٣] .

وقال عبّاس الدوري: نا ابن معين قَالَ: حضرتُ نُعَيْم بْن حمّاد بِمصر، فجعل يقرأ كتابًا صنَّفه فقال: نا ابن المبارك، عَنِ ابْن عَوْن، وذكر أحاديث.

فقلتُ: لَيْسَ هذا عَنِ ابْن المبارك.

فغضب وقال: تَرُدُّ عليّ.

قلتُ: أي والله أريد دينك. فأبى أن يرجع. فلمّا رَأَيْته لا يرجع قلت: لا والله ما سمعت هذه من ابن المبارك، ولا سمعها هُوَ من ابن عَوْن قط.

فغضب وغضب مَنْ عنده، وقام فدخل البيت، فأخرج صحائف وجعل يَقُولُ وهي بيده: أين الّذين يزعمون أن يَحْيَى بْن مَعِينٍ لَيْسَ بأمير المؤمنين فِي الحديث. نعم يا أَبَا زكريّا غلطت، وإنّما روى هذه الأحاديث عَنِ ابْن عَوْن غير ابن المبارك [٤] .


[١] تاريخ بغداد ١٤/ ١٨٤.
[٢] تاريخ بغداد ١٤/ ١٨٠.
[٣] تاريخ بغداد ١٤/ ١٨١.
[٤] سير أعلام النبلاء ١١/ ٨٩، ٩٠.