للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إنهم دخلوها عنوة. ثم ذكر أمان النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد دخوله، ولو كان الأمان متقدمًا لم يحتج إلى تكراره. ثم استثنى النفر المسمين، وما جرى بينه وبين أبي سفيان لم ينقل فيه استثناء، ولو كان ذلك لا أمان ثم. وقيل: لم يكن - صلى الله عليه وسلم - أن يستثني منه أحدًا فلما استثنى النفر المسمين، وما جرى بينه وبين أبي سفيان لم ينقل فيه استثناء، ولو كان ذلك لا أمان ثم. وقيل: لم يكن - صلى الله عليه وسلم - أن يستثني منه أحدًا فلما استثنى دل على أن الحكم تعلق بأمانه بعد الدخول.

٣٠٢٣٦ - قالوا: قوله: دخلها عنوة. يعني: صلحا، كما قال الشاعر: فما أخذوها عنوة عن مودة [ولكن بحد المشرفي استقالها]

٣٠٢٣٧ - قلنا: هذا غلط على اللغة؛ لأنه يقال: عنا يعنو، إذا ذل وخضع، ومنه قوله تعالى: {وعنت الوجوه للحي القيوم}. يعني: خضعت وذلت. وقال - صلى الله عليه وسلم -: (اتقوا الله في النساء، فإنهن عوان). يعني: أسرى. والعاني: الأسير في اللغة. والشعر ليس على ما قالوه، وإنما هو:

فما تركوه عنوة عن ملالة ولكن بحد المرهفات إشعالها

٣٠٢٣٨ - ولو كان الشعر ما قالوه على أنه سمى الصلح: عنوة، ولكنه قال: لم يأخذوها عن مودة تقدمت منهم، ثم صارت عداوة، ولكن العداوة لم تزل. ويحتمل أنهم لم يظهروا المودة، ثم أخذوها على وجه الخديعة والغدر، وإنما أخذوها مجاهرين بالعداوة.

٣٠٢٣٩ - وذكر الطحاوي بإسناده عن ثابت البناني عن عبد الله بن رباح عن أبي هريرة أنه - عليه السلام - قال له: (يا أبا هريرة، اهتف بالأنصار). فنادى: يا معشر الأنصار، أجيبوا رسول الله. فجاءوا كأنما كانو على ميعاد، ثم قال: اسلكوا هذا الطريق، ولا تشرفن أحدًا إلا أنمتموه- أي: قتلتموه- وسار - عليه السلام - وفتح مكة عليهم، وما قتل في ذلك اليوم إلا أربعة، ثم دخل صناديد قريش من المشركين الكعبة وهم يظنون أن السيف لا يرفع عنهم، فأخذ بعضادتي الباب وقال: (ما تقولون [أني صانع؟] قالوا: نقول: أخ وابن أخ حليم رحيم. فقال - عليه السلام -: [(أقول كما قال يوسف]: {لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين}). قال: فخرجوا

<<  <  ج: ص:  >  >>