كما خرجوا من القبور، فدخلوا من الإسلام. وذكر الحديث.
٣٠٢٤٠ - فقول النبي - صلى الله عليه وسلم - حين دخلوا مكة:(لا تشرفن أحدًا إلا أنمتموه). يدل على أنه دخل بغير أمان.
٣٠٢٤١ - وقوله: إن صناديد قريش دخلوا الكعبة وهم يظنون أن السيف لا يرفع عنهم. يدل على أنه لا أمان لهم.
٣٠٢٤٢ - وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (ماذا تقولون إني صانع)، يدل أنه يخير، ولو كان الأمان منعقدًا لقالوا له: وما تقدر أن تصنع، وقد انعقد بيننا الأمان. فكيف ينعقد الأمان وهم يعتقدون أن السيف لا يرف عنهم، مع علمهم أنه أوفى الخلق ذمة وأصدقهم عقدًا وأكرمهم عهدًا.
٣٠٢٤٣ - ويدل عليه حديث سعيد المقبري قال: سمعت أبا شريح الخزاعي يقول لعمرو بن سعيد وهو على المنبر حين بعث معنا إلى مكة لقتال ابن الزبير: وما هذا، سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:(إن مكة حرام حرمها الله ولم يحرمها الناس، وإنما أحل لي القتال فيها ساعة من النهار، ولعله أن يكون بعدي رجال يستحلون بها القتال، فمن فعل ذلك فقولوا: إن الله أحلها لرسوله ولم يحلها لك، فليبلغ الشاهد الغائب). ذكر هذا الخبر الطحاوي في مسألة فتح مكة. فقد أخبر - صلى الله عليه وسلم - أنه قاتل بمكة، وهذا ضد الصلح.
٣٠٢٤٤ - فإن قيل: إنما كان هذا مع بقائه.
٣٠٢٤٥ - قلنا: فأنتم تدعون الصلح والأمان بقوله - صلى الله عليه وسلم - لأبي سفيان:(من أغلق بابه فهو آمن، ومن ألقى سلاحه فهو آمن). وهذا عام في بني بكر وغيرهم.
٣٠٢٤٦ - فإن قيل: قاتل من لم يلق سلاحه ولم يغلق بابه.