المشركين يومئذ اثنتا عشر أو ثلاثة عشر، ثم انهزموا فدخل حماس منهزمًا حتى دخل بيته، ثم قال لامرأته: أغلقي علي بابي. قالت: فأين ما كنت تقول، فقال:
إنك لو شهدت يوم الخندمة إذ فر صفوان وفر عكرمة
وأبو يزيد قائم كالقائمة واستقبلتهم بالسيوف المسلمة
ضربًا فلا تسمع إلا غمغمة يقطعن كل ساعد وجمجمة
لهم نهيت خلفنا وممهمه لم تنطقي في اللوم أدنى كلمة
٣٠٢٤٩ - فكيف يدعي الدخول مع الأمان والصلح وقبول القوم الأمان؟! وهؤلاء سادة القوم وقادتهم قد جمعوا الجمع وباشروا الحرب، وأصيب المسلمون بأيديهم وأصابوا منهم.
٣٠٢٥٠ - ويدل على ذلك أن الصحابة سموا أهل مكة: الطلقاء، وكانوا يسمون أولادهم: أولاد الطلقاء كما سماهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يختلف المسلمون في هذا النقل، ولو كانوا عقدوا صلحًا ودخلوا طوعًا لم يسموا الطلقاء، ومن أي شيء أطلقوا ولم يكن عليهم بأس ولا حرب؟.
٣٠٢٥١ - ولأن هذا الأمان الذي ادعاه مخالفنا لم يكن مؤقتًا بمدة ولم يبق إلا أن يكون مطلقًا. ولا يخلوا أن يكونوا أسلموا أو أقروا على كفرهم بجزية أو بغير جزية، ولو أسلموا لم يحتاجوا إلى أمان. ومعلوم من الحال أنهم أسلموا بعد ذلك.
٣٠٢٥٢ - ولا يجوز أن يكون أقرهم بالجزية؛ لأن عبدة الأوثان من العرب لا تقبل منهم الجزية، وإذا لم يجز ذلك، فلأن لا يجوز إقرارهم بغير جزية أولى.
٣٠٢٥٣ - ولأنه لما دخل كسر الأصنام، ولو كان أقرهم على كفرهم لم يتعرض لها؛ لأن الإمام يمنع الاعتراض في الأوثان.
٣٠٢٥٤ - احتجوا: بقوله تعالى: {ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لا يجدون وليًا نصيرًا}. قالوا: والمراد به أهل مكة، فدل على أنهم لم يقاتلوا، ولو قاتلوه لنصر عليهم.