للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الطائي، فلما قَرُب من الرملة، تلقَّتْه العرب، وقبَّلوا الْأرض، وسلّموا عليه بالخلافة، وكان متقلّدًا سيفًا زعم أنه «ذو الفِقار» وفي يده قضيب، وذكر أنه قضيب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وحوله جماعة من بني عمّه، وبين يديه ألف عبد أسود، فنزل الرملة، ونادى بإقامة العدْل، والأمر بالمعروف والنَّهْي عن المُنْكَر، فانزعج صاحب مصر، وكتب إلى حسّان الطائي مُلَطَّفًا، وبذل له أموالًا جزيلة، وكتب إلى ابن عم أبي الفتوح، فولاه الحَرَمَيْن، وأنفذ له ولشيوخ بني حسن أموالًا، فقيل إنه بعث إلى حسّان بخمسين ألف دينار مع والده حسّان، وأهدى له جارية جهّزها بمال عظيم، فأذعن بالطاعة، وعرف أَبُو الفتوح الحال، فضعُفَ وركب إلى حسّان المفرّج الطائي مُستجيرًا به، فأجاره، وكتب فيه إلى العزيز، فردّه إلى مكّة [١] .

وفيها استولى بزال [٢] على دمشق وهزم متوليّها مُنِيرًا وفرَّق جَمْعَه.

وفيها أقبل باسيل [٣] طاغية الرّوم في جيوشه، فأخذ حمص ونهبها، وسار


[١] الخبر في المنتظم ٧/ ١٦٤، ١٦٥.
[٢] يكنى أبا اليمن. (أمراء دمشق ١٨، معجم الأدباء ٦/ ٢٥٠) وقيل «نزّال» بالنون (ذيل تاريخ دمشق ٣٤، ذيل تجارب الأمم ٣/ ٢٠٩، والكامل في التاريخ ٩/ ٥٨ و ٨٥، ٨٦، تاريخ ابن خلدون ٤/ ١١٢، ١١٣، الدّرة المضيّة ٢٢٢ و ٢٣٠، مرآة الزمان- ج ١١ ق ٢/ ٣١، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) ٤٢/ ٩٥) . وانظر أخباره مفصّلة في كتابنا، تاريخ طرابلس ١/ ٢٧٧ وما بعدها.
[٣] هو الإمبراطور البيزنطي «باسيل الثاني» وقد ورد في الأصل «صبيل» وهو خطأ كما أن حملة «باسيل» إلى حمص وشيزر وطرابلس لم تكن في هذه السنة، بل كانت في سنة ٣٨٥ هـ.
راجع عنها: ذيل تاريخ دمشق ٤٣، تاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي بتحقيقنا، زبدة الحلب لابن العديم ١/ ٢٠٠، ذيل تجارب الأمم ٣/ ٢٢٠، اتعاظ الحنفا ١/ ٢٨٥، النجوم الزاهرة ٤/ ١٢١، الكامل في التاريخ ٩/ ١١٩ وتاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور- للدكتور عمر عبد السلام تدمري- ج ١/ ٢٨٣، وللإمبراطور باسيل الثاني حملة ثانية إلى بلاد الشام سنة ٣٨٩ هـ.