أقوت مغانيهم بشطّ الوادي ... فبقيت مقتولا وشطّ الوادي غرّ الأعادي منه رونق بشره ... وأفادهم بردا على الأكباد هيهات لا يخدعهم إيماضه ... فالغيظ تحت تبسّم الآساد فلما فرغ من إنشاده قال الوزير لأمراء العرب: لنا مثله في العجم، فهل لكم مثله في العرب؟ وأمر له بألف دينار» (زبدة التواريخ ٦٧، ٦٨، وانظر: معجم الأدباء ١٣/ ٤٠، ٤١ ففيه اختلاف في الشعر) ، وكان الباخرزي قد هجاه قبل ذلك بأبيات أولها: أقبل من كندر مسخرة ... للشؤم في وجهه علامات (آثار البلاد ٤٤٧) [١] وقد مدحه الباخرزي على نقصان مذاكيره فقال: قالوا: محا السلطان عنه بعدكم ... سمة الفحول وكان قرما صائلا قلت: اسكتوا، فالآن زاد فحولة ... لما اغتدى من أنثييه عاطلا فالفحل يأنف أن يسمّى بعضه ... أنثى، لذلك جذّه مستأصلا (الأبيات في: زبدة التواريخ ٦٩، والكامل في التاريخ ١٠/ ١١، ومعجم الأدباء ١٣/ ٤٣، ووفيات الأعيان ٥/ ١٤١، ١٤٢) . [٢] قال ابن الأثير إنه كان شديد التعصّب على الشافعية، كثير الوقيعة في الشافعيّ، رضي الله عنه، حتى بلغ من تعصّبه أنه خاطب السلطان ألب أرسلان السلجوقي في لعن الرافضة على منابر خراسان، فأذن في ذلك، فلعنهم وأضاف إليهم الأشعرية، فأنف من ذلك أئمة خراسان، منهم: أبو القاسم القشيري، وإمام الحرمين الجويني، وغيرهما، ففارقوا خراسان، وأقام إمام الحرمين بمكّة، شرّفها الله تعالى، أربع سنين يدرّس ويفتي، فلهذا قيل له إمام الحرمين، فلما-