للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلمّا مات طُغْرُلْبَك وتسلطن ابن أخيه ألْبُ أرسلان أقرَّه على وزارته قليلًا، ثُمّ عزله، واستوزر نظام المُلْك [١] .

ومن شِعره في غلامٍ له:

أنا في غَمْرة حُبِّهِ ... وهو مشغولٌ بلعبهْ

صانه اللَّه فما أكثر ... إعجابي بعجبهْ

لو أراد اللَّه نفعًا ... وصلاحًا لمحبّهْ

تُفْلِتُ رقّة خدّيه ... إلى قسوة قلبهْ

وقال أبو الحسن الهَمَذَانيّ في «تاريخه» إنَّ ابنة الْإِعرابيّ المُغنْية المشهورة وجَوْقتها غنَّت عميد المُلْك، فأطربته، فأمر لها بألف دينار، وأمر لَأولئك بألف دينار، وفرَّق في تلك الليلة أشياء، فلمَّا أصبح قال: كفَّارة ما جرى أن أتقرَّب بمثل ذَلِكَ، فتصدَّق بألفيّ دينار [٢] .

وقال أبو رجاء: أنشد عميد الملك عند قتله:


[ (-) ] جاءت الدولة النظامية أحضر من انتزح منهم وأكرمهم وأحسن إليهم، وقيل إنه تاب عن الوقيعة في الشافعيّ، فإن صحّ فقد أفلح. (الكامل في التاريخ ١٠/ ٣٣، وفيات الأعيان ٥/ ١٣٨، ١٣٩) .
وقال القزويني: كان شيعيا غاليا متعصبا. وكان السلطان معتزليا فأمر بلعن جميع المذاهب يوم الجمعة على المنبر، فشقّ ذلك على المسلمين، وفارق إمام الحرمين نيسابور وذهب إلى مكة، وكذلك الأستاذ أبو القاسم القشيري، ودخل على الناس من ذلك أمر عظيم. (آثار البلاد ٤٤٧) .
أما ابن السمعاني فقال في ترجمة أبي المعالي الجويني في (الذيل على الأنساب) إن إمام الحرمين خرج إلى بغداد وصحب العميد الكندري أبا نصر مدّة يطوف معه ويلتقي في حضرته بالأكابر من العلماء ويناظرهم، وتحنّك بهم حتى تهذّب في النظر، وشاع ذكره. (وفيات الأعيان ٥/ ١٣٨) .
وقال ابن القيسراني: سمعت الشيخ أبا ثابت الصوفي يحيى بن منصور الهمدانيّ رحمه الله يقول: لم أر صوفيا مثل أبي نصر الكندري. سمعته يقول: لا أشتغل بأمس وغدا وإنما أشتغل باليوم الّذي أنا فيه. قال الشيخ: يعني أن أمس قد فات، والاشتغال بالفائت لا يجدي نفعا، وغدا لم يأت. والاشتغال لما لم يأت تقصير في الوقت. (الأنساب المتّفقة ١٣٢) .
[١] هو: قوام الدين الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي. (زبدة التواريخ ٦٩) .
[٢] سير أعلام النبلاء ١٨/ ١١٤.