للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال محمد بن عبد الملك الهَمَذانيّ في «طبقات الفقهاء» : قال قاضي القضاة الدّامغانيّ: قرأتُ على أبي صالح الفقيه بدامَغَان، وهو من أصحاب أبي عبد الله الْجُرْجانيّ، وأصابني جدريّ فاكتحلت، وجئت إلى المجلس بعد ما برأتُ فقال: أنت مجدُور، فقُمْ. فقمت وقصدت من دامغان نيسابور، فأقمت أربعة أشهر، وصحِبْتُ أبا العلاء صاعد بن محمد الأُسْتَوَائيّ [١] قاضيها. وقرأت على أبي الحَسَن المصِّيصيّ [٢] لِدِينه وتواضعه.

وجَرَت فتنة بين الطّوائف هناك، فمنعهم محمود بن سُبُكْتِكِين مِن الْجَدَل، فخرجتُ إلى بغداد وورَدْتُها.

قال محمد: فقرأ على القُدُوريّ إلى أن توفّي سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، ولازم أبا عبد الله الصَّيْمَرِيّ فلمّا مات، انفرد بالتدريس، وصار أحد شهود بغداد. ثمّ ولي قضاء القائم بأمر الله، وبعده لابنه ثلاثين سنة وثلاثة أشهر وخمسة أيّام. وقد شهد عنده شيخ الشّافعيّة أبو الطّيّب الطّبريّ.

وكان أبو الطّيّب يقول: أبو عبد الله الدّامَغَاني أَعْرفُ بمذهب الشّافعيّ من كثيرٍ من أصحابنا [٣] .

قال: وكان عندنا بدامَغَان أبو الحَسَن صاحب أبي حامد الأسفرائينيّ،


[ (-) ] عبد الله الدامغانيّ فولّي قاضي القضاة يوم الثلاثاء تاسع ذي القعدة سنة أربع وأربعين، وخلع عليه، وقرئ عهده. وقصد خدمة السلطان طغرلبك في يوم الأربعاء عاشر ذي القعدة، فأعطاه دست ثياب وبغلة، واستمرّت ولايته ثلاثين سنة، ونظر نيابة عن الوزارة مرتين، مرة للقائم بأمر الله، ومرة للمقتدي» . (المنتظم) .
[١] الأستوائي: بضم الألف، وسكون السين المهملة، وفتح التاء المنقوطة من فوقها بنقطتين أو ضمّها، وبعدها الواو والألف، وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. هذه النسبة إلى أستوا وهي ناحية بنيسابور كثيرة القرى والخير. (الأنساب ١/ ٢٢١) .
[٢] المصّيصيّ: قال ابن السمعاني، وتابعه ابن الأثير: بكسر الميم، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها، بين الصادين المهملتين، الأولى مشدّدة. هذه النسبة إلى بلدة كبيرة على ساحل بحر الشام، بقال لها المصّيصة.
أما ياقوت فقال: بفتح الميم ثم الكسر، والتشديد، وياء ساكنة، وصاد أخرى، كذا ضبطه الأزهري وغيره من اللغويين بتشديد الصاد الأولى هذا لفظه. وتفرّد الجوهري وخالد الفارابيّ بأن قالا: المصيصة، بتخفيف الصادين، والأول أصح. (معجم البلدان ٥/ ١٤٤، ١٤٥) .
[٣] سير أعلام النبلاء ١٨/ ٤٨٦، الجواهر المضيّة ٢/ ٩٧.