وكان متقدّما من مشيخة أولي البيوت وأرباب النعم بالأندلس، فغلبه ابن عبّاد على بلده وسلطانه، فلاذ بقرطبة، ثم صار إلى محمد بن معن صاحب المريّة، فاصطفاه لصحبته وآثر مجالسته والأنس به، ووسّع راتبه. وكان ملوك الأندلس تتهادى مصنّفاته. ومن شعره: وما زال هذا الدهر يلحن في الورى ... فيرفع مجرورا ويخفض مبتدا ومن لم يحط بالناس علما فإنني ... بلوتهم شتّى مسودا وسيّدا وكان معاقرا للراح لا يصحو من خمارها يدمنها أبدا، فلما دخل رمضان قال يخاطب نديمين له: خليليّ إنّي قد طربت إلى الكاس ... وتقت إلى شمّ البنفسج والآس فقوما بنا نلهو ونستمع الغنا ... ونسرق هذا اليوم سرّا من الناس فإن نطقوا كنّا نصارى ترهّبوا ... وإن غفلوا عدنا إليهم من الرأس وليس علينا في التعلّل ساعة ... وإن رتعت في عقب شعبان من باس (الوافي بالوفيات ١٧/ ٢٩١) وانظر: المغرب في حلي المغرب ١/ ٣٤٨، والحلّة السيراء ٢/ ١٨٧. [١] انظر عن (أحمد بن عبد الله) في: المغني في الضعفاء ١/ ٤٥ رقم ٣٣٨، وميزان الاعتدال ١/ ١١٢ رقم ٤٤٠، ولسان الميزان ١/ ٢٠٢ رقم ٦٣٩. [٢] قال المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في (ميزان الاعتدال ١/ ١١٢) : «ذاك الكذّاب الدجّال واضع القصص التي لم تكن قطّ، فما أجهله وأقلّ حياه. وما روى حرفا من العلم بسند ويقرأ له في سوق الكتبيين كتاب «ضياء الأنوار» و «رأس الغول» و «شرّ الدهر» ، وكتاب «كلندجة» ، «حصن الدولاب» ، وكتاب «الحصون السبعة» ، وصاحبها هضام بن الحجاف، وحروب الإمام عليّ معه، وغير ذلك» . زاد ابن حجر: «ومن مشاهير كتبه «الذروة في السيرة النبويّة» ما ساق غزوة منها على وجهها بل كل ما يذكره لا يخلو من بطلان إمّا أصلا وإمّا زيادة» (لسان الميزان ١/ ٢٠٢) . [٣] انظر عن (عبد الله بن عطاء) في: الأنساب ٣/ ٢١٤، ٢١٥ (بالحاشية) ، والتقييد لابن نقطة ٣٢٤ رقم ٣٨٨ وفيه: «البغاورداني» .