وعفا معارفها وغير رسمها ... ريح تجرّ على الثرى أذيالها طورا وطورا عارض متهلّل ... كمدامعي لما رأت ترحالها. (تبيين كذب المفتري ٢٨٩، ٢٩٠) . وقال القزويني إن الكيا دخل ديوان الخليفة والقاضي أبو الحسن الدامغاني (في المطبوع من آثار البلاد: اللمغاني) كان حاضرا ما قام له، فشكا إلى الخليفة الناصر لدين الله، فقال الخليفة: إذا دخل القاضي أنت أيضا لا تقم له! ففعل ذلك ونظم هذين البيتين: حجاب وحجّاب وفرط حماقة ... ومدّ يد نحو العلى بالتكلّف فلو كان هذا من وراء تكلّف ... لهان، ولكن من وراء التخلّف فشكا القاضي إلى الخليفة، فأمر الكيا أن يمشي إليه ويعتذر، فقال الكيا: والله لأمشين على وجه يودّ لو كنت لم أمش! فلما وصل إلى باب دار القاضي أخبر القاضي بأن الكيا جاء إليه، فقام واستقبله وواجهه بالكلّية، قال الكيا: حفظ الله الخليفة، فإنه تارة يشرّفنا وتارة يشرف بنا! فانكسر ابن الدامغانيّ انكسارا شديدا. فلما مات الكيا وقف ابن الدامغانيّ عند دفنه وقال: فما تغني النوادب والبواكي ... وقد أصبحت مثل حديث أمس (آثار البلاد ٤٠٥، ٤٠٦) . [١] وقال ابن الجوزي: وكان حافظا للفقه، كان يعيد الدرس في ابتدائه بمدرسة نيسابور على كل مرقاة من مراقي مسمع مرة، وكانت المراقي سبعين، وسمع الحديث، وكان فصيحا جهوريّ الصوت، ودرّس بالنظاميّة ببغداد مدة، واتّهم برأي الباطنية، فأخذ، فشهد له جماعة بالبراءة من ذلك، منهم أبو الوفاء بن عقيل. (المنتظم) . وقال السبكي: ومن غريب ما اتفق له أنه أشيع أن الكيا باطنيّ يرى رأي الإسماعيلية، فتمت له فتنة هائلة وهو بريء من ذلك، ولكن وقع الاشتباه على الناقل، فإنّ صاحب الألموت ابن الصباح الباطني الإسماعيلي كان يلقّب بإلكيا أيضا، ثم ظهر الأمر، وفرجت كربة شيخ الإسلام رحمه الله، وعلم أنه أتي من توافق اللقبين. (طبقات الشافعية الكبير ٧/ ٢٣٣) . وقال المؤلف الذهبي- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء ١٩/ ٣٥٢: «وصنّف كتابا في الردّ على مفردات الإمام أحمد، فلم ينصف فيه» . وقد استفتاه الحافظ السلفي ببغداد سنة ٤٩٥ هـ-. في مسألة فقهية. كما سئل الكيا عن يزيد بن معاوية، فقال فيه بخلاف ما قال الإمام الغزالي. (انظر: وفيات الأعيان ٦/ ٢٨٧، ٢٨٨) . وكان في خدمته بالمدرسة النظامية أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان الغزّي الشاعر، فرثاه بأبيات أولها: هي الحوادث لا تبقي ولا تذر ... ما للبريّة من محتومها وزر (تاريخ دمشق) .