ثم إنه نظر في كتاب أبي طالب المكيّ وكلام المتصوّفة القدماء فاجتذبه ذلك بمرّة عمّا يوجبه الفقه. وذكر في كتاب «الإحياء» من الأحاديث الموضوعة وما لا يصح غير قليل، وسبب ذلك قلّة معرفته بالنقل، فليته عرض تلك الأحاديث على من يعرف، وإنما نقل نقل حاطب ليل. وكان قد صنّف للمستظهر كتابا في الردّ على الباطنية، وذكر في آخر مواعظ الخلفاء فقال: روي أن سليمان بن عبد الملك بعث إلى أبي حازم: ابعث إليّ من إفطارك، فبعث إليه نخالة مقلوّة، فبقي سليمان ثلاثة أيام لا يأكل، ثم أفطر عليها، وجامع زوجته، فجاءت بعبد العزيز، فلما بلغ ولد له عمر بن عبد العزيز. وهذا من أقبح الأشياء، لأن عمر ابن عمّ سليمان، وهو الّذي ولّاه، فقد جعله ابن ابنه، فما هذا حديث من يعرف من النقل شيئا أصلا. وكان بعض الناس شغف بكتاب «الإحياء» فأعلمته بعيوبه، ثم كتبته له، فأسقطت ما يصلح إسقاطه، وزدت ما يصلح أن يزاد. سمعت إسماعيل بن علي الموصلي الواعظ يحكي عن أبي منصور الرزّاز الفقيه قال: دخل أبو