[١] وقال ياقوت: وكان كاتبا مليح الخط، فصيحا، جيّد العبارة.. اختصّ بالصالح بن رزّيك وزير المصريين، وقيل إنّ أكثر الشعر الّذي في ديوان الصالح إنما هو من عمل المهذّب بن الزبير، وحصل له من الصالح مال جمّ، ولم ينفق عنده أحد مثله، وكان القاضي عبد العزيز بن الحبّاب المعروف بالجليس هو الّذي قرّظه عند الصالح حتى قدّمه فلما مات الجليس شمت به ابن الزبير ولبس في جنازته ثيابا مذهّبة، فنقّص بهذا السبب واستقبحوا فعله، ولم يع ٥ بعد الجليس إلا شهرا واحدا. وصنّف المهذّب كتاب «الأنساب» وهو كتاب كبير أكثر من عشرين مجلّدا، كل مجلّد عشرون كرّاسا، رأيت بعضه فوجدته مع تحقّقي هذا العلم وبحثي عن كتبه غاية في معناه لا مزيد عليه، يدلّ على جودة قريحة مؤلّفه، وكثرة اطّلاعه، إلّا أنه حذا فيه حذو أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري، وأوجز في بعض أخباره عن البلاذري، إلّا أنه إذا ذكر رجلا ممن يقتضي الكتاب ذكره، لا يتركه حتى يعرّفه بجهده من إيراد شيء من شعره وخبره. وكان المهذّب قد مضى إلى بلاد اليمن في رسالة من بعض ملوك مصر، واجتهد هناك في تحصيل كتب النسب، وجمع منها ما لم يجتمع عند أحد، حتى صحّ له تأليف هذا الكتاب. (معجم الأدباء) . وقال العماد: سألت قاضي القضاة ابن عين الدولة عنه وعن أخيه الرشيد أيّهما أفضل؟ فقال: المهذّب في الشعر والأدب، وذاك في فنون، قال: وقال ابن عين الدولة: وله تفسير في خمسين مجلّدة، وقفت منها على نيّف وثلاثين جزءا. قال: وله شعر كثير، ومحلّ في الفضل أثير. (خريدة القصر) .