للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأمير عليّ كَوْجَك التُّرْكُمانيّ، وهو زَين الدّين صاحب إربل.

أحد الأبطال الموصوفين، والفُرسان المذكورين. وكَوْجَك معناه:

لطيف القَدُّ، لُقِّب بذلك لأنّه كَانَ قصيرا.

وكان معروفا بالقوَّة المُفْرِطة والشّهامة. وكان ممّن حاصر المقتفي لأمر اللَّه وخرج عَنِ الطّاعة، ثمّ طلب العفو وحسنت طاعته. وحجّ هو وأسد الدّين شير كوه، وكان من أكابر الدّولة الأتابكيَّة.

عمل نيابة الموصل مدَّة، وطال عمره.

وقال ابن الأثير [١] : فارق زين الدّين عليّ خدمة صاحب الموصل قُطْب الدّين مودود، وسار إلى إِربل. وكان هُوَ الحاكم فِي الدّولة، وأكثر البلاد بيده، منها إربل، وفيها بيته وأولاده وخزائنه، ومنها شهْرُزُور وقِلاعها، وجميع بلد الهكاريَّة وقِلاعه كالعماديَّة، والحميديَّة، وتكْريت، وسِنْجار، وحرّان، وقلعة الموصل.

وكان قد أصابه طَرَش، وعَمِي أيضا. فلمّا عزم عَلَى مفارقة الموصل إلى إربل سلَّم جميع ما بيده من البلاد إلى مودود، سوى إربل.

وكان شجاعا، عادلا، حَسَن السّيرة، سليم القلب، ميمون النّقيبة، لم ينهزم فِي حربٍ قطّ، وكان جوادا، كثير العطاء للجُنْد وغيرهم [٢] .


[١١] / ١٠٠، ١٠٢، ١١٣، ١١٤، ١٤٠، ٢٧٩، ٣٠٢، ٣٠٣، ٣٣١، والتاريخ الباهر ١٣٥، والنوادر السلطانية ٣٩، وتاريخ الزمان لابن العبري ١٨٠، وتاريخ مختصر الدول ٢١٢، وفيه «سبكتكين» وهو غلط، وتاريخ إربل ١/ ٦٤، وكتاب الروضتين ٢/ ٣٨٤، ٣٨٥، ومرآة الزمان ٨/ ٢٧٢، ٢٧٣، ووفيات الأعيان ٤/ ١١٤، وانظر فهرس الأعلام ٨/ ١٦٤، والمختصر في أخبار البشر ٣/ ٤٤، والدرّ المطلوب ٣٨، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٢، والعبر ٤/ ١٨٢، ودول الإسلام ٢/ ٧٦، ٧٧، وتاريخ ابن الفرات م ٤ ج ١/ ١٣- ١٥.
[١] في التاريخ الباهر ١٣٥، والكامل في التاريخ ١١/ ٣٣١.
[٢] وقال سبط ابن الجوزي: وكان بخيلا، ثم إنه جاد في آخر عمره بنى المدارس والربط والقناطر والجسور، وحكي أن بعض الجند جاءه بذنب فرس فقال: مات فرسي، فأعطاه فرسا، وأخذ ذلك الذنب آخر، وجاءه فقال: مات فرسي، فأعطاه فرسا، ولا زال يتداول