قَالَ ابن الدُّبِيثيّ [١] : قدِم بغداد عِنْد بلوغه واستوطنها، وتفقَّه بها عَلَى مذهب الشّافعيّ، وجالَسَ علماءَها، وتميّز، وفهِم، وصار من أحفظ النّاس للحديث وأسانيده ورجاله، مَعَ زُهْدٍ، وتَعبُّد، ورياضةٍ وذِكر.
صنّف فِي علم الْحَدِيث عدّة مصنّفات، وأملى عدّة مجالس. سَمِعْتُ منه ومعَه. وكان كثير المحفوظ، حلْو المذاكرة، يغلب عليه معرفة أحاديث الأحكام. وأملى طُرُق الأحاديث الّتي فِي كتاب «المهذَّب» لأبي إِسْحَاق وأسندها، ولم يتمّه.