للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبكت أطلالُها نائبة ... عَنْ جفوني أحسَن اللَّه جزاها

كَانَ لي فيها زمانٌ وانقضى ... فسَقَى اللَّه زماني وسقاها

[١] ١٩٣- الْمُبَارَك بْن الْمُبَارَك بْن الْمُبَارَك [٢] .

أبو طَالِب الكّرْخيّ، الفقيه الشّافعيّ، صاحب ابن الخَلّ [٣] . وكان من أئمّة الشّافعيّة.

درّس، وأفتى، وكتب الخطّ المنسوب.

وسمع: أَبَا القاسم بْن الحُصَيْن، وأبا بَكْر الْأَنْصَارِيّ.

وكان ذا جاهٍ وَقَبُولٍ لكونه أدَّب السّادة الأمراء أولاد النّاصر لدين اللَّه.

درّس بالنّظاميَّة بعد أَبِي الخير القزْوينيّ سنة إحدى وثمانين، وتفقّه بِهِ جماعة. وكتب عَنْهُ أَبُو بَكْر الحازميّ، وغيره.

وعاش اثنتين وثمانين سنة. وتُوُفّي فِي ثامن ذِي القعدة.

وذكره الموفّق عَبْد اللّطيف فَقَالَ: كَانَ ربّ عِلْم، وعمل، وعفاف، ونُسُك، وورع. وكان ناعم العَيْش، يقوم عَلَى نفسه وبدنه قياما حكميّا [٤] .

رَأَيْته يُلقي الدّرس، فسمعت منه فصاحة رائعة، ونغمة رائقة، فقلت: ما أفصح هَذَا الرجل! فَقَالَ شيخنا ابنُ عُبَيْدة النَّحْويّ: كان أبوه عوّادا، وكان هُوَ معي فِي المكتب، وضَرَب بالعود وأجاد وتحذَّق فِيهِ حَتَّى شَهِدوا لَهُ أنّه في


[١] الأبيات بنقص وزيادة في: المختصر، وتاريخ ابن الوردي.
[٢] انظر عن (المبارك بن المبارك) في: الكامل في التاريخ ١٢/ ٤٣، ومعجم الأدباء ٦/ ٢٣٠، ومشيخة النعّال ٩٢- ٩٤، والتكملة لوفيات النقلة ١/ ١٢٤ رقم ٨٩، والمختصر المحتاج إليه ٣/ ١٧٧ رقم ١١٥٥، والعبر ٤/ ٢٥٧، وسير أعلام النبلاء ٢١/ ٢٢٤- ٢٢٦ رقم ١١٢، ومرآة الجنان ٣/ ٤٣٠، و ٤٣١، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤/ ٢٩٩ (٧/ ٢٧٥) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٢/ ٣٥٣، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقة ١٤٢ أ، والبداية والنهاية ١٢/ ٣٣٤، والعقد المذهب لابن الملقّن (مخطوط) ورقة ١٥٩، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٢/ ٣٦٩، ٣٧٠ رقم ٣٣٧، والعسجد المسبوك ٢/ ٢٠٨، ٢٠٩، وعقد الجمان (مخطوط) ١٧/ ورقة ٧٨، والنجوم الزاهرة ٦/ ١١٠، ١١١، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي (مخطوط) ورقة ٧٤، وشذرات الذهب ٤/ ٢٨٤.
[٣] الخلّ: بفتح الخاء المعجمة، وهو محمد بن المبارك بن محمد العكبريّ المتوفى سنة ٥٥٢ هـ.
[٤] في سير أعلام النبلاء ٢١/ ٢٢٥ «حكيما» .