ذكره ابن الحاجب تلميذه [١] فَقَالَ: شيخنا أَبُو عَبْد اللَّه شيخ وقته، ونسيج وحده عِلمًا وحِفْظًا وثقة ودُنيا، مِن العُلماء الربّانيّين، وهو أكبر من أن يدلّ عَلَيْهِ مثلي. كَانَ شديد التّحرّي فِي الرّواية، ثقة فيما يرويه، مجتهدا فِي العبادة، كثير الذِّكْر، منقطعا عَن النّاس، متواضعا فِي ذات اللَّه، صحيح الأُصُول، سهل العارية. ولقد سَأَلت عَنْهُ فِي رحلتي جماعة من العارفين بأحوال الرجال، فأطنبوا فِي حقّه ومدحوه بالحِفْظ والزُّهْد، حتّى إنّه لو تكلَّم فِي الْجَرْح والتّعديل لقُبِل منه.
سألتُ أَبَا عَبْد اللَّه البِرْزَاليّ عَنْهُ فَقَالَ: حافظ ثقة، جبل دِين.
وذكره ابن النّجّار فِي «تاريخه» فَقَالَ: كتب وحصَّل الأُصُول، وسمعنا بقراءته الكثير. وأقام بهَرَاة ومَرْو مدّة، وكتب الكُتُبَ الكِبار بهمَّةٍ عالية، وجدٍّ واجتهاد، وتحقيقٍ وإتقان. كتبتُ عَنْهُ ببغداد، ودمشق، وبَنْيسابور. وهو حافظٌ متقِن، ثَبْت حُجّة، عالِم بالحديث والرّجال. ورع تقيّ، زاهد، عابد، محتاط فِي أكل الحلال، مجاهد فِي سبيل اللَّه. ولَعَمْري ما رَأَت عيناي مثله فِي نزاهته وعفَّته وحُسْن طريقته فِي طلب العِلم. سَأَلْتُهُ عَن مولده فَقَالَ: فِي جمادى الأولى سنة تسعٍ وستّين. ورأيت بخطّه مولده فِي سادس جمادى الآخرة، فاللَّه أعلم.
قلت: الثاني هُوَ الصّحيح فإنّه كذلك أخبر لعمر بْن الحاجب.
قلت: سَمِعْتُ الحافظ أَبَا الحَجّاج المِزّيّ، وما رَأَيْت مثله، يَقْولُ: الشَّيْخ الضّياء أعلم بالحديث والرّجال من الحافظ عَبْد الغنيّ، ولم يكن فِي وقته مثله.
وحكى النّجم بْن الخبّاز عَن العزّ عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بن الحافظ قال: ما جاء عبد الدّار الدّارقطنيّ مثل شيخنا الضّياء.