زوّجت إحداهما. قال: فبم أوصيتها ليلة أهديتها؟ قال: قلت لها: سبّي الحماة وابهتي عليها ... وإن أبت فازدلقي إليها ثم اقرعي بالعود مرفقيها ... وجدّدي الخلف به عليها قال: فهل أوصيتها بعد هذا؟ قال: نعم: أوصيت من برّة قلبا برّا ... بالكلب خيرا والحماة شرا لا تسأمي خنقا لها وجَرًّا ... والحيُّ عُمِّيهم بشَرّ طُرَّا وإنْ كسوك ذهبا ودرّا ... حتى يروا خلو الحياة مرّا قال هشام: ما هكذا أوصى يعقوب ولده، قال أبو النجم: ولا أنا كيعقوب ولا ولدي كولده. قال: فما حال الأخرى؟ قال: هي ظلّامة التي أقول فيها: كأن ظلّامة أخت شيبان ... يتيمة ووالداها حيّان الرأس قمل كلّه وصئبان ... وليس في الرّجل إلا خيطان فهي التي يذعر منها الشيطان قال هشام لحاجبه: ما فعلت بالدنانير التي أمرتك بقبضها؟ قال: هي عندي، وهي خمسمائة دينار. قال له: ادفعها لأبي النجم ليجعلها في رجلي ظلّامة مكان الخيطين» . وراجع في ذلك الأغاني ١٠/ ١٥٥- ١٥٧، والشعر والشعراء ٢/ ٥٠٣، ومعاهد التنصيص ١/ ٢١- ٢٣ وغيره.