سبكناه وتحسبه لجينا ... فأبدى الكير خبث الحديد (التدوين ١٧٩، ١٨٠) . «أقول» : سكن القزويني مدينة طرابلس الشام مدّة وحدّث بها، فسمعه: إبراهيم بن محمد بن عبد الرزاق أبو طاهر الحيفي الحافظ الّذي حدّث بصور سنة ٤٧٦ هـ. (معجم البلدان ٢/ ٣٣٢، تهذيب تاريخ دمشق ٢/ ٢٨٦) . وقال ابن تغري بردي: كان عبد السلام إماما في فنون، فسّر القرآن في سبعمائة مجلّد- وقيل في أربعمائة- وقيل في ثلاثمائة. وكان الكتاب وقفا في مشهد أبي حنيفة رضي الله عنه. وكان رحل إلى مصر وأقام بها أربعين سنة، وكان محترما في الدول ظريفا، حسن العشرة، صاحب نادرة. قيل إنه دخل يوما على الوزير نظام الملك، وكان عنده أبو محمد التميمي [هو رزق الله بن عبد الله الّذي تقدّمت ترجمته قبل قليل] ، ورجل آخر أشعري. قال له القزويني: أيّها الصدر، قد اجتمع عندك رءوس أهل النار. قال نظام الملك؟ وكيف ذلك؟ قال: أنا معتزلي، وهذا مشبّه (يعني التميمي الحنبلي) ، وذلك أشعريّ، وبعضنا يكفّر بعضا. فضحك النظام. (النجوم الزاهرة ٥/ ١٥٦) . ولم يتزوّج القزويني إلّا في آخر عمره. وكانت وفاته ببغداد، ودفن بمقابر الخيزران عند أبي حنيفة رضي الله عنه. (تاريخ دمشق ٢٤/ ١٢٦) . و «أقول» : إن سكناه في طرابلس كانت قبل سنة ٤٧٧ هـ. إذ في هذه السنة عاد إلى بغداد، وقد التقى بالقاضي ابن البرّاج بطرابلس قبل وفاته سنة ٤٨١، وهذا يعني أنه دخل طرابلس في عهد جلال الملك ابن عمّار. كما اجتمع بأبي العلاء المعرّي الشاعر المتوفى سنة ٤٤٩ ويرجّح أن اجتماعه به كان قبل دخوله مصر في الثلاثينات (لسان الميزان ١/ ٢٠٤، موسوعة علماء المسلمين ٣/ ١٣٤) . [١] لم أجد مصدر ترجمته. [٢] لم أجد مصدر ترجمته.