للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: قِيلَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، عَجَّلَ عَلَيْكَ الشَّيْبُ، فَقَالَ: وَكَيْفَ لا، وَأَنَا أَعْرِضُ عَقْلِي عَلَى النَّاسِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ [١] .

وَرَوَى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أُفُقٍ مِنَ الآفَاقِ قَالَ: اعْفِنِي مِنْ أَرْبَعٍ، وَقُلْ بَعْدَهَا مَا شِئْتَ: لا تَكْذِبْنِي فَإِنَّ الْمَكْذُوبَ لا رَأْيَ لَهُ، وَلا تُجِبْنِي فِيمَا لا أَسْأَلُكَ، فَإِنَّ فِيمَا أسألك عنه شغلا، وَلا تُطْرِنِي فَإِنِّي أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْكَ، وَلا تحملني عَلَى الرَّعِيَّةِ [٢] ، فَإِنِّي إِلَى الرِّفْقِ بِهِمْ أَحْوَجُ [٣] .

وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ ضَرَبَ الدَّنَانِيرَ عَبْدُ الْمَلِكِ، وَكَتَبَ عَلَيْهَا الْقُرْآنَ [٤] .

وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: كَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ عَلَى الدِّينَارِ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ ١١٢: ١ [٥] وَفِي الْوَجْهِ الآخَرِ: «لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ» ، وَطَوَّقَهُ بِطَوْقٍ فِضَّةٍ، وَكَتَبَ فِيهِ «ضُرِبَ بِمَدِينَةِ كَذَا» ، وَكَتَبَ فِي خَارِجِ الطَّوْقِ (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ) [٦] .

وَقَالَ مُوسَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ: لَحَنَ جَلِيسٌ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، فَقَالَ رَجُلٌ: زِدْ ألف، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ، وَأَنْتَ فَزِدْ أَلْفًا [٧] .

وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونَ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ إِذَا قَعَدَ لِلْحُكْمِ قَيِمَ عَلَى رَأْسِهِ بِالسُّيُوفِ [٨] .

وَرَوَى الأَصْمَعِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حرب الزّياديّ قال: قيل لعبد الملك


[١] البداية والنهاية ٩/ ٦٤.
[٢] كذا في البداية والنهاية، وفي الأصل «الرغبة» .
[٣] البداية والنهاية ٩/ ٦٥.
[٤] الأوائل، لأبي هلال العسكري- ص ١٧٤ طبعة دار الكتب العلمية، بيروت ١٤٠٧ هـ. / ١٩٨٧ م.
[٥] أول سورة الإخلاص.
[٦] انظر كتاب: النقود القديمة الإسلامية للمقريزي، نشره أنستاس الكرملي في كتاب (النقود العربية وعلم النميّات) - ص ٣٥- طبعة القاهرة ١٩٣٩.
[٧] البداية والنهاية ٩/ ٩٤.
[٨] البداية والنهاية ٩/ ٦٤.