شاع على ألسنة المعربين استخدام مصطلح: فعل مبني للمجهول، في وصف الفعل الذي حذف فاعله، وأقيم مفعوله مقام فاعله المحذوف، وهذا المصطلح كان القدامى من علماء النحو يستخدمون بدلا منه مصطلحا آخر هو: المبني للمفعول، وكان هذا منهم تأدبا مع القرآن الكريم، واحتراما لعقيدتهم، إذ كيف يسوغ لمسلم أن يقول في قوله-تعالى-: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا}[الجن: ١].أن الفعل:{أُوحِيَ}: مبني للمجهول، مع أن الموحي هو الله عزّ وجلّ، وهو معلوم غير مجهول، لهذا ... فقد رأينا أن نأخذ بتسمية العلماء القدامى، إذا كان الفعل منسوبا إلى الله عزّ وجلّ، أما إذا كان منسوبا لغيره، فأخذنا بما شاع على ألسنة المعربين.
[٩ - المثنى]
المثنى اسم يرفع بالألف، وينصب ويجر بالياء، والنون في آخره عوض عن التنوين في المفرد، وإليك نموذج لإعراب المثنى:
{رَجُلانِ}: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الألف، والنون فيه عوض عن التنوين في المفرد.
[١٠ - جمع المذكر السالم]
وجمع المذكر السالم شأنه شأن المثنى يعرب بحركات إعراب فرعية، فهو يرفع بالواو، وينصب ويجر بالياء. والنون فيه كالنون في المثنى. وهذا نموذج لإعراب جمع المذكر السالم.
{الْمُؤْمِنُونَ}: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو، والنون فيه عوض عن التنوين في المفرد.
[١١ - حرف الجر الزائد]
شاع كذلك على ألسنة المعربين مصطلح: حرف جر زائد، وهذا المصطلح إن ساغ استعماله في غير القرآن، فإنه لا يليق بنا أن نستعمله في إعراب القرآن الكريم، وهو قمة الفصاحة والبلاغة والبيان، وبلغ في دقة صياغته وإحكام نسجه أن تحدى الله عزّ وجلّ به فصحاء العرب، فعجزوا أن يأتوا بمثله، ولا