بعشر سور من مثله، ولا بسورة واحدة تحاكي قمته السامقة، وعجز العرب قاطبة شعراء وغير شعراء، وأقروا بعجزهم، وبقيت المعجزة خالدة، من لدن نزول القرآن إلى يومنا هذا، بل إلى قيام الساعة، وصدق الله إذ يقول {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٣) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ} (٢٤)[البقرة: ٢٣: ٢٤].
ولما كان هذا المصطلح لا يليق بمكانة القرآن، فقد رأى كثير من علماء اللغة والنحو قدامى ومحدثين أن نسمي: حرف الجر الزائد ب: حرف جر للصلة يفيد التوكيد، وقد أخذنا بهذا الرأي فإنه الأنسب والأليق مع مكانة القرآن الكريم ... وحتى لا نعطي الفرصة لجاهل أو حاقد أو جاحد لكي يتطاول على القرآن الكريم، فإن وجدت هذا المصطلح يتردد بين صفحات الكتاب، فاعلم أنه هو الذي يسميه المعربون في غير القرآن الكريم: حرف جر زائد، ونقول في الاسم بعده: منصوب بفتحة مقدرة، أو مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر.
[١٢ - الجمل التي لا محل لها من الإعراب]
ولما كانت الجمل تنقسم إلى: جمل لها محل من الإعراب، وجمل لا محل لها؛ فأما الجمل التي لها محل من الإعراب فقد التزمنا ببيان موقعها الإعرابي تفصيلا، أما الجمل التي لا محل لها من الإعراب، فقد رأينا أن نشير إليها-مجرد إشارة-بذكر اسمها فقط، دون الإشارة إلى أنها لا محل لها من الإعراب. وهذه الجمل التي لا محل لها من الإعراب هي:
١ - الجملة الاستئنافية.
٢ - الجملة الاعتراضية.
٣ - الجملة التفسيرية.
٤ - جملة الصلة.
٥ - جملة جواب الشرط غير الجازم.
٦ - جملة جواب الشرط الجازم غير المقترنة بالفاء، أو إذا الفجائية.