الحمد لله الذي أنزل القرآن الكريم بلسان عربي مبين. والصلاة والسّلام على أفصح الخلق أجمعين، سيدنا محمد وعلى آله والتابعين. وبعد
فإن إعراب القرآن الكريم ومعرفة مواقع كلماته وجمله ضرورة لفهم معانيه وتدبر أحكامه ومعرفة أسراره والوقوف على مواطن إعجازه.
ويعد (الإعراب) من أهم علوم العربية عامة وعلوم القرآن الكريم خاصة لأنه فرع المعنى، وبه تتم الدقة في معرفة: أصول الأحكام وتحرير المعاني وتبيان الأسرار والغايات.
وإذا كان القرآن الكريم هو المعجزة الباقية على الأبد، وهو الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فإن ثلة من الأئمة الأثبات-قديما وحديثا-وجهوا عنايتهم تجاه إعراب القرآن الكريم.
بيد أننا حين نظرنا في مؤلفاتهم وجدناها لا تتناول كل كلمات القرآن، ولا كل جمله وإن كان بعضهم قد اهتم بالكلمات، والآخر اهتم بالجمل، والبعض خلط الإعراب بالمعاني.
فأردنا إخراج كتاب للإعراب الكامل لكلمات القرآن وجمله على ضوء اطلاعنا على ما كتبه القدماء والمحدثون في هذا المجال ليكون مناسبا للمثقفين خاصة طلاب الجامعات، كما يكون سهل التناول ميسور التداول مناسبا لروح العصر.
ولعل كتابنا هذا يكون قد جمع لما تقدمه في هذا المجال فأوعى، وأنار الطريق لطلابه فأوضح وأغنى.
ولن نتحدث كثيرا عن الكتاب فهو أولى بالحديث عن نفسه، نسأل الله عزّ وجلّ أن ينفع به، وأن يجعلنا من خدمة كتابه الخالد وتحقيقا لقوله {إِنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظُونَ}(٩).