للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

استحلال المحرمات وترك الواجبات كما كان يفعل أبرع محققيهم: التلمساني وأمثاله".

وقال بعد الكلام عن علو الله سبحانه وتعالى (٦/ ٨٦): "وعلى هذا كانت أئمتهم كالقرامطة الباطنية الذين قادوا حقيقة قولهم، وكذلك الباطنية الصوفية الذين وافقوهم كأصحاب ابن عربي وابن سبعين، فإن الذين عرفوا حقيقة قولهم كالتملساني كانوا من أبعد الناس عن عبادة الله وطاعته وطاعة رسله، وأشدهم فجورًا وتعديًا لحدود الله، وانتهاكًا لمحارمه، ومخالفة لكتابه ولرسوله ... ".

وقال (٦/ ١٥١): "القائلون بالحلول العام، الذين يقولون في جميع المخلوقات نحوًا مما قالته النصارى في المسيح - عليه السلام -، أو ما هو شر منه، ويقولون: النصارى إنما كفروا لأنهم خصَّصوا كما يقول ذلك الاتحادية أصحاب صاحب الفصوص (١) وأمثاله وهم كثيرون في الجهمية.

بل عامة عبّاد الجهمية وفقهائهم، وعامة الذين ينتسبون إلى التحقيق من الجهمية هم من هؤلاء، كابن الفارض وابن سبعين والقونوي والتملساني وأمثالهم" أ. هـ.

• مجموع الفتاوى "لابن تيمية": "الفاجر التلمساني: فهو أخبث القوم وأعمقهم في الكفر، لا يفرق بين الوجود والثبوت كما يفرق ابن عربي، ولا يفرق بين المطلق والمعين كما يفرق الرومي، ولكن عنده مأثم غير ولا سوى بوجه من الوجوه.

وإن العبد يشهد السوى ما دام محجوبا، فإذا انكشف حجابه رأى أنه مأثم غير يبين له الأمر.

ولهذا: كان يستحل جميع المحرمات، حتى حكى عنه الثقات أنه كان يقول البنت والأم والأجنبية شيء واحد، ليس في ذلك حرام علينا، وإنما هؤلاء المحجوبون قالوا حرام فقلنا حرام.

وكان يقول القرآن كله شرك ليس فيه توحيد وإنما التوحيد في كلامنا. وكان يقول: أنا ما أمسك شريعة واحدة، وإذا أحسن القول يقول، القرآن يوصل إلى الجنة، وكلامنا يوصل إلى الله تعالى، وشرح الأسماء الحسنى على هذا الأصل الذي له.

وله ديوان شعر قد صنع فيه أشياء، وشعره في صناعة الشعر جيد؛ ولكنه كما قيل: (لحم خنزير في طبق صيني) وصنف للنصيرية (٢) عقيدة؛ وحقيقة أمرهم أن الحق بمنزلة البحر وأجزاء الموجودات بمنزلة أمواجه" أ. هـ.

• السير: "المغربي النُصيري الاتحادي الشاعر الكاتب".

وقال: "قال قطب الدين اليونيني: كان يدعي العرفان ويتكلم على اصطلاحهم قال: ورأيت


(١) هر ابن عربي.
(٢) النصيرية: طائفة من الباطنية القرامطة الكفرة، يقطنون في جبال سوريا، ثم انتشروا في غيرها نسبتهم إلى تلك الجبال، وقيل: إلى النصارى لتشابه قوي بين عقائدهم وبين عقائد النصارى، والأقرب أن نسبتهم إلى رجل اسمه، أبو شعيب محمّد بن نصير المنبري (٢٦٠ هـ)، وهم كفر من اليهود والنصارى. أ. هـ. من هامش "جهود علماء الخفية".