السعادة يوم القيامة مشرقة حسنة مضيئة من أثر النعيم وبشاشة السرور عليها كقوله تعالى: {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ} {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} تنظر إلى جلال ربها وتهيم في جماله وأعظم نعيم لأهل الجنة رؤية المولى جل وعلا والنظر إلى وجهه الكريم بلا حجاب.
قال الحسن البصري: تنظر إلى الخالق وحق لها أن تنظر وهي تنظر إلى الخالق وبذلك وردت النصوص الصحيحة.
قال في الهامش هذا هو مذهب أهل السنة ويؤيده ما ورد في الصحيحين "إنكم سترون ربكم عيانًا كما ترون هذا القمر" الحديث وفي صحيح مسلم: "فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم تبارك وتعالى" وأنكر المعتزلة رؤية الله في الآخرة وأولوا الآية ناظرة بمعنى منتظرة تنتظر ثواب ربها وهذا باطل لأن نظر بمعنى انتظر يتعدى بغير حرف الجر وانظر الأدلة وافية في تفسير الخازن.
٣٢٠٣ - الدرة *
المفسر: محمّد على طه الدرة.
كلام العلماء فيه:
• قلت: منهجه في كتابه (تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه) أنه يقوم بإيراد الآية وبعدها يعمد إلى شرحها وبيان غامضها ومن ثم يقوم بإعرابها وفي بعض الأحيان يقوم بإيراد فائدة أو ينبه إلى أمر متعلق بتلك الآيات أو يوضح حكمًا شرعيًا حولها.
والذي يقرأ تفسيره يلاحظ أنه يعمد على تأويل صفات الله سبحانه وتعالى على مذهب الأشاعرة كما فعل في الاستواء واليد والمحبة وغيرها.
وإليك بعض هذه المواضع منقولة من كتابه المذكور.
• قال في تفسير (ثم استوى إلى السماء) في (١/ ٦٦) "استوى: قصد بإرادته ومشيئته".
• وقال في تفسير آية الكرسي (٢/ ٢٤): "وسع كرسيه السموات والأرض: قال الزمخشري رحمه الله تعالى: وفي قوله (وسع كرسيه) أربعة أوجه.
أحدها أن كرسيه لم يضق عن السموات والأرض لبسطته وسعته، وما هو إلا تصوير لعظمته وتخيل فقط، ولا كرسي ثمة، ولا قعود، ولا قاعد، كقوله {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمِينِهِ} من غير تصور قبضة وطي ويمين، وإنما هو تخيل لعظمة شأنه، وتمثيل حسي، ألا ترى إلى قوله: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}.
والثاني وسع علمه، وسمي العلم كرسيًّا، تسمية بمكانه الذي هو كرسي العالم والثالث وسع ملكه تسمية بمكانه الذي هو كرسي الملك.
والرابع ما روي أنه خلق كرسيًّا هو بين يدي العرش، دونه السموات والأرض، وهو إلى العرش كأصغر شيء، وعن الحسن الكرسي هو العرش، وقد تصرف البيضاوي والنسفي في هذا الكلام، وزاد النسفي، أو قدرته بدليل قوله (ولا يؤوده) هذا ونقل الخازن الأوجه الأربعة والأول عنده هو الرابع عند الزمخشري وها أنذا أنقله
* تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه -دار الحكمة- دمشق وبيروت (١٤٠٢ هـ- ١٩٨٢ م).