للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الصحف التي لم تضبط بالنقط الصحيح، ولم يتولَّ تصحيحها أهل المعرفة- لسقيمة لا يعتمدها إلا جاهل.

وأما قوله: إن غيره من المصنفين رووا في كتبهم عمن لم يسمعوا منه مثل أبي تراب والقتيي، فليس رواية هذين الرجلين عمن لم يرياه حجة له، لأنهما وإن كانا لم يسمعا من كل من رويا عنه فقد سمعا من جماعة الثقات المأمونين. فأما أبو تراب فإنه شاهد أبا سعيد الضرير سنين كثيرة، وسمع منه كتبًا جمة، ثم رحل إلى هراة فسمع من شمرٍ بعض كتبه، هذا سوى ما سمع من الأعراب الفصحاء لفظًا، وحفظه من أفواههم خطابًا، فإذا ذكر رجلًا لم يره ولم يسمح منه سومح فيه وقيل: لعله حفظ ما رأى له في الكتب من جهة سماع ثبت له، فصار قول من لم يره تأييدًا لما كان سمعه من غيره، كما يفعل علماء المحدثين؛ فإنهم إذا صح لهم في الباب حديث رواه لهم الثقات عن الثقات أثبتوه واعتمدوا عليه، ثم ألحقوا به ما يؤيده من الأخبار التي أخذوها إجازة.

وأما القتيبي فإنه رجل سمع من أبي حَاتِم السجزي كتبه، ومن الرياشي سمع فوائد جمة، وكانا من المعرفة والإتقان عبث تثنى بهما الخناصر؛ وسمع من أبي سعيد الضرير، وسمع كتب أبي عبيد، وسمع من ابن أخي الأصمعي، وهما من الشهرة وذهاب الصيت والتأليف الحسن، بحيث يعفى لهما عن خطيئة غلط، ونبذ زلة تقع في كتبهما، ولا يلحق بهما رجل من أصحاب الزوايا لا يعرف إلا بقريته، ولا يوثق بصدقه ومعرفته ونقله الغريب الوحشي من نسخة إلى نسخة، ولعل النسخ التي نقل عنها ما نسخ كانت سقيمة.

والذي ادعاه البشتي من تمييزه بين الصحيح والسقيم، ومعرفته الغث من السمين، دعوى، وبعض ما قرأت من أول كتابه دل على ضد دعواه.

وأنا أذكر لك حروفًا صحفها، وحروفًا أخطأ في تفسيرها، من أوراق يسيرة كنت تصفحتها من كتابه؛ لأثبت عندك أنه مبطل في دعواه، متشبع بما لا يفي به" أ. هـ.

• معجم الأدباء: "ورد عليه الأزهري في هذا الفصل ... "أ. هـ.

• قلت: نعم، وقد أطال في ذلك؛ لبيان أخطائه في مؤلفه وما ألفه وجمعه، وأعطى عدة من تلك الأخطاء كأمثلة من كتاب البشتي "التكملة" ومن أراد المزيد فليراجع تهذيب اللغة أو ما نقله القفطي في "إنباه الرواة" وبالله التوفيق.

وفاته: سنة (٣٤٨ هـ) ثمان وأربعين وثلاثمائة.

مصنفاته: تكملة كتاب "العين"، شرح أبيات أدب الكاتب، كتاب التفضلة وغير ذلك.

٤٤٠ - ابن دُوْل *

المفسر: أحمد بن محمّد بن الحسن بن دول (١)، أبو جعفر القمي الفقيه الطبيب الشيعي.


* إيضاح المكنون (١/ ٣٠٩)، مصفى المقال (٦٩)، هدية العارفين (١/ ٦٣)، أعيان الشيعة (٩/ ٢٩١)، الأعلام (١/ ٢٠٨)، معجم المفسرين (١/ ٦٠)، معجم المؤلفين (١/ ٢٦٠).
(١) ورسمها صاحب المصفى (دؤل) بالهمزة على الراو، وقال صاحب أعيان الشيعة: دول بضم الدال المهملة وسكون الواو ثم اللام.