للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الصدر الرومي فإنه كان متفلسفًا، فهو أبعد عن الشريعة والإسلام، ولهذا كان الفاجر التلمساني الملقب بالعفيف يقول: كان شيخي القديم متروحنا متفلسفًا، والآخر فيلسوفًا متروحنًا -يعني الصدر الرومي- فإنه كان قد أخذ عنه، ولم يدرك ابن عربي في كتاب مفتاح غيب الجمع والوجود، وغيره يقول إن الله تعالى هو الوجود المطلق والمعين؛ والمطلق لا يوجد إلا في الخارج مطلقًا، لا يوجد المطلق إلا في الأعيان الخارجة.

فحقيقة قوله: إنه ليس لله سبحانه وجود أصلًا، ولا حقيقة ولا ثبوت إلا نفس الوجود القائم بالمخلوقات، ولهذا يقول هو وشيخه: أن الله تعالى لا يرى أصلًا، وأنه ليس له في الحقيقة اسم ولا صفة، ويصرحون بأن ذات الكلب والخنزير والبول والعذرة: عين وجوده تعالى الله عما يقولون" أ. هـ.

• تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي: "تلميذ ابن عربي وربيبه، صوفي، غال متعصب لمذهب شيخه" أ. هـ.

من أقواله: جامع كرامات الأولياء: "قال المناوي: حكى عن نفسه قال: قد اجتهد شيخي العارف ابن العربي أن يشرفني ويوصلني إلى المرتبة التي يتجلى فيها الحق تعالى للطالب بالتجليات البرقية في حياته، فما أمكنه، فزرت قبره بعد موته ورجعت، فبينما أنا أمشي في الفضاء عن ترسوس في يوم صائف والزهور يحركها نسيم الصبا، فنظرت إليها وتفكرت في قدرة الله تعالى وكبريائه وجلاله، فشغفني حب الرحمن حتى كدت أغيب عن الأكوان، فتمثل لي روح الشيخ ابن عربي في أحسن صورة كأنه نور صرف فقال: يا محتار انظر إلي وإذا الحق جل وعلا تجلى لي بالتجلي البرقي من الشرف الذاتي فعتب عني به فيه على قدر لمح البصر، ثم أفقت حالًا، وإذا بالشيخ الأكبر بين يدي، فسلم سلام المواصلة بعد الفرقة، وعانقني معانقة مشتاق، وقال: الحمد لله الذي رفع الحجاب وواصل الأحباب، وما خيب القصد والاجتهاد والسلام" أ. هـ.

وفاته: سنة (٦٧٣ هـ)، وقيل: (٦٧٢ هـ) ثلاث وقيل اثنتين وسبعين وستمائة.

من مصنفاته: "النصوص في تحقيق الطور المخصوص" تصوف، و"الفكوك في مستندات حكم الفصوص"، و"إعجاز القرآن" في تفسير الفاتحة على لسان القوم وغيرها.

٢٧٧٠ - القصَّاع *

المقرئ: محمّد بن إسرائيل بن أبي بكر السلمي المعروف بالقصَّاع، من أهل دمشق.

ولد: سنة (٦٣٦ هـ) ست وثلاثين وستمائة.

من مشايخه: الكمال بن شجاع العباسي، والعلم أبو محمد القاسم اللورقي وغيرهما.

كلام العلماء فيه:

• معرفة القراء: "كان شابًّا ذكيًا، زكيًا خيّرًا، صالحًا متواضعًا ... كان يعيش من كسب يمينه، كان شيخنا البرهان أبو إسحاق الجُذامي يُبالغ في


* معرفة القراء (٢/ ٦٩٩)، غاية النهاية (٢/ ١٠٠)، المقفى الكبير (٥/ ٣٠٥)، الأعلام (٦/ ٣٠)، معجم المؤلفين (٣/ ١٢٥).