للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وغيرهما.

وتعصب له الشيخ محيي الدين الكافيجي، والشيخ قاسم [بن قطلوبغا] الحنفي، وجلال الدين السيوطي، وغيرهم.

وكتبت الفتاوى في أمره، وألف الجلال السيوطي كتابًا سماه "قمع المعارض في الرد عن ابن الفارض"، وصنف بعض العلماء كتابًا سماه "درياق الأفاعي في الرد على البقاعي".

ووقع في هذه المسألة تشاحنات بين العلماء طويلة، ووصل الأمر إلى بعض الأمراء فتعصب له، وكذا السلطان قايتباي أيضًا.

ولم يكن بد من استشارة الشيخ زكريا الأنصاري، فأجاب بقوله: "يحمل كلام هذا العارف رحمة الله عليه ونفع ببركاته، على اصطلاح أهل طريقته، بل هو ظاهر فيه عندهم، إذ اللفظ المصطلح عيه حقيقة في معناه الاصطلاحي مجاز في غيره، كما هو مقرر في محله، ولا ينظر إلى ما يوهمه تعبيره في بعض أبياته في التائية من القول بالحلول والاتحاد، فإنه ليس من ذلك في شيء، بقرينتي حاله ومقاله المنظوم في تائيته، بقوله من أبيات القصيدة:

ولي من أتم الرؤيتين إشارةً ... ننزِّه عن رأي الحلول عقيدتي

فلما كتب الشيخ زكريا فتواه، سكن الاضطراب الذي كان بين الناس.

وكان من نتيجته عزل ابن الشحنة عن قضاء الحنفية، وأما البرهان البقاعي فكادت العوام أن تقتله، وحصل له من الأمر ما لا خير فيه.

فهرب واختفى، حتى توجه إلى مكة فمات هناك) أ. هـ.

• قلت: قد ذكره صاحب كتاب الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات ضمن فصل "أشهر أعلام المارتيريدية وطبقاتهم" وقال: "كان رحمه الله مع إمامته وجلالته في العلوم مطعونًا في سيرته منتصرا لأهل الإلحاد والاتحاد" أ. هـ.

وفاته: سنة (٨٧٩ هـ) تسع وسبعين وثمانمائة.

من مصنفاته: "شرح منظومة ابن الجزري" في مجلدين، و"حاشية الألفية" للعراقي و"تاج التراجم"، و"زوائد رجال كل من الموطأ ومسند الشافعي وسنن الدارقطني على الكتب الستة"، و"شرح مخمسة العز بن عبد العزيز الديريني" في العربية.

٢٥٨٤ - أبو عمر الإشبيلي *

النحوي، اللغوي: قاسم بن محمّد بن حجاج بن حبيب بن عمير الإشبيلي، أبو عمر.

من مشايخه: يزيد بن طلحة الإشبيلي، ومحمد بن عبد الله بن المغازي وغيرهما.

كلام العلماء فيه:

• تاريخ علماء الأندلس: "كان عالمًا بالنحو واللغة، حافظًا لأيام العرب، متقدمًا في علم العروض، وعلم النجم" أ. هـ.


* بغية الوعاة (٢/ ٢٦٢)، تاريخ علماء الأندلس (٢/ ٦٠٩).