للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

هذا الوجه من أصحاب ذلك الإمام؛ فإن أصحابه الذين شاركوه في مذهب ذلك الإمام إنما بينهم وبين أصحابه المشاركين له في ذلك الكلام عموم وخصوص، فقد يكون الرجل من هؤلاء، وبالعكس، وقد يجتمع فيه الوصفان".

ويضرب لذلك مثلًا يقول أبي الفرج المقدسي الحنبلي في كتابه "التبصرة في أصول الدين": "فصل في أول ما أوجب الله على العبد المكلف، وفي ذلك وجهان لأصحابنا: أحدهما: أن أول ما أوجب الله على العبد معرفته، والثاني: أن أول ما أوجب الله على البد النظر والإستدلال المؤديان إلى معرفة الله تعالى".

يقول شيخ الإسلام معلقًا: "قلت فهذا الكلام وأمثاله يقول كثير من أصحاب الأئمة الأربعة، ومعلوم أن الأئمة الأربعة لا قالوا هذا القول، ولا هذا القول، وإنما قال ذلك من أتباعهم من سلك السبيل المتقدمة" أي المبتدعة والتي سبق أن ذكرها شيخ الإسلام من دليل الأعراض وغيره.

والغرض من ذكر هذه الحقيقة هنا -مع أنها لا تختص في هذا الموضع- الإشارة إلى أمرين: أحدهما: أن هذا جزء من منهج شيخ الإسلام ابن تيمية، فهو دائمًا يركز على وجوب الإهتمام بصحة نسبة الأقوال إلى أصحابها، ولما كان البحث هنا في أول مسألة من المسائل التي خالف فيها الأشاعرة مذهب أهل السنة، ناسب ذكر هذه المسألة التي تدل على خطأ منهجي وعلمي يمارسه كثير من أهل الكلام، والأمر الثاني: أن شيخ الإسلام ضرب مثالًا برجل حنبلي، وخطأه فيما نسب إلى أئمة الحنابلة من أقوال حين شمل بتعميمه جميع الحنابلة من كان منهم سائرًا على مذهب السلف ومن كان خائضًا فيما خاض فيه أهل الكلام، وكأن شيخ الإسلام قصد أن هذا الأسلوب إذا كان قد وقع لبعض الحنابلة حين نسبوا إلى بعض أئمتهم ما لم يقولوه فلأن يقع في غيرهم من باب أولى، ومع ذلك فهو يدل على العدل والإنصاف الذي تحلى به شيخ الإسلام في أحكامه وأقواله؛ إذ لم يمنعه ميله إلى الحنابلة ودفاعه عنهم بأنهم أقل الطوائف انحرافًا -وإن كان قد يوجد فيهم من وافق أهل الأهواء- لم يمنعه ذلك من ضرب المثال بخطأ أحد أعلامهم" أ. هـ.

وفاته: سنة (٤٨٦ هـ) ست وثمانين وأربعمائة.

من مصنفاته: "المبهج"، و "الإيضاح"، و "التبصرة في أصول الدين، وله "الجواهر في تفسير القرآن".

٢٠٢٤ - الجذامي *

اللغوي، المقرئ: عبد الواحد محمّد بن بقي بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن تقي الجذامي، مالقي سكن بآخرة مراكش، أبو عمرو بن تقي.

من مشايخه: أبو بكر عتيق بن فنتزال، وأبو جعفر الجيار، وأبو الخطاب بن واجب.

من تلامذته: إبنا أخته: أبو عبد الله، وأبو جعفر الطنجاليان، وأبو الحسين عبيد الله بن عاصم الرازي.


* صلة الصلة (٢٦)، الذيل والتكملة (٥/ ١ / ٦٨)، تاريخ الإسلام (وفيات ٦٣٧) ط. بشار.