اليوم فلا.
فأمر بقتله، فشُفع إليه وقيل: هو رجل له سن. فأمر بقتله بالسُّم. فسُقي السُّم.
وقد دعا ابن حزم للسلطان إذ وفق لقتله ابن فورك، لكونه قال: إن رسول الله كان رسولًا في حياته فقط، وإن روحه قد بطل وتلاشي، وليس هو في الجنّة عند الله تعالى؛ يعني روحه.
وفي الجملة: ابن فورك خيرٌ من ابن حزم وأجلّ وأحسن نِحلة" أ. هـ.
• قلت: "وقد ذكر فتنة ابن فورك مفصلة السبكي في طبقاته (٤/ ١٣٠)، والمعروف عن السبكي تحامله علي أهل الكتاب والسنة، ومنهم شيخه الذهبي وغيره ويتضح ذلك جليًا في هذه الترجمة وغيرها وما ذاك إلّا لأشعرية السبكي ودفاعه عن معتقده هذا وعلي من حمل هذا المعتقد مثل ابن فورك وغيره.
• قال صاحب كتاب الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات: "أما الأشاعرة فإنّ مصدر التلقّي عندهم هو العقل -عقلهم القاصر- وهم يقدمونه علي النقل عند التعارض.
وإليك أمثلة على ذلك من أقوال أئمتهم:
١ - فمنهم ابن فورك:
الذي ألف كتابه "مشكل الحديث وبيانه" بقصد تأويل أكثر أحاديث الصفات، لزعمه أنها تُعارض العقول، فشحن مقدّمة كتابه وخاتمته بما يبرّر له -في زعمه- عرض نصوص الصفات علي العقول، واختيار الموافق لها، وتأويل المخالف، ولو كان في ذلك تحريفًا للنصّ، وصرفًا للفظ عن معناه الراجح بدون قرينة.
ومن قرأ هذا الكتاب اتضح له وقوع ابن فورك في تحريف المعني بسبب توهمه حصول التعارض بين العقل والنقل؛ فنجده يذكر هذه العبارة عند جميع نصوص الصفات التي أوردها في كتابه: "ذكر خبر ممّا يقتضي التأويل، ويوهم ظاهره التشبيه"، ثم يؤوّل ذلك الخبر؛ فيقول: "بيان تأويل ذلك"، زاعمًا أن نصوص الصفات ظاهرها التشبيه وما لا يليق بالله تعالى" أ. هـ.
وفاته: سنة (٤٠٦ هـ) ست وأربعمائة.
٢٨٤٢ - أبو جعفر الطوسي *
المفسر: محمّد بن الحسن بن حسين بن علي، أبو جعفر الطوسي.
ولد: سنة (٣٨٥ هـ) خمس وثمانين وثلاثمائة.
من مشايخه: المفيد رأس الإمامية، وهلال الحفّار وغيرهما.
من تلامذته: ابنه أبو علي الحسن وغيره.
كلام العلماء فيه:
• السير: "شيخ الشيعة، وصاحب التصانيف ...
* الكني والألقاب للقمي (١/ ٢١٩)، أصول مذهب الشيعة (١/ ٢٨٩)، المنتظم (١٦/ ١١٠)، الكامل (١٠/ ٥٨)، تاريخ الإسلام (وفيات ٤٦٠) ط. تدمري، السير (١٨/ ٣٣٤)، الوافي (٢/ ٣٤٩)، البداية والنهاية (١٢/ ١٠٤)، طبقات الشافعية للسبكي (٤/ ١٢٦)، النجوم (٥/ ٨٢)، لسان الميزان (٥/ ١٤٠)، طبقات المفسرين للسيوطي (٨٠)، طبقات المفسرين للداودي (٢/ ١٣٠)، أعيان الشيعة (٤٤/ ٣٣)، روضات الجنات (٦/ ٢١٦)، طبقات أعيان الشيعة (النابس في القرن الخامس ١٦١)، الأعلام (٦/ ٨٤)، معجم المؤلفين (٣/ ٢٢٥).