للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

هو مشهور متعارف، دخلت إليه وترددت للقراءة عليه، فقال لي يومًا: أحبّ أن تصنّف لي كتابًا لطيفًا في أنساب الطّالبيّين لأنظرَ فيه، فلا أحبّ أن أموت جاهلًا به. فقلت له: أتريده مشجّرًا أم منثورًا؟ فقال: المشجر لا ينضبط بالحفظ, وأنا أريد شيئًا أحفظه. فقلت له: السّمع والطّاعة, ومضيت وصنّفت له الكتاب الّذي سمّيته بـ "الفخريّ" وحملته وجئت به, فلمّا وقف عليه نزل عن طراحته وجلس على الحصير وقال لي: اجلس على هذه الطّراحة, فأعظمت ذلك وهبته, فانتهرني نهرة [عظيمة] مزعجة وزعق فيّ قائلًا: اجلس بحيث أقول لك, فتداخلني -علم الله- من هيبته ما لم أتمالك إلا أن جلست حيث أمرني, ثمّ أخذ يقرأ عليّ ذلك الكتاب وهو جالس بين يديّ ويستفهمني عمّا يستغلق عليه إلى أن أنهاه قراءة, فلمّا فرغ من قراءته قال: اجلس الآن حيث شئت, فإنّ هذا علم أنت أستاذي فيه، وأنا أستفيد منك وأتتلمذ لك, وليس من الأدب أن يجلس التّلميذ إلا بين يديّ الأستاذ، فقمت من مقامي وجلس هوفي منصبه, ثمّ أخذت أقرأ عليه وأنا جالس بحيث كان أوّلًا، وهذا لعمري من حَسَنٌ الأدب حسن ولا سيّما من مثل ذلك الرّجل العظيم المرتبة" أ. هـ.

وفاته: بعد سنة (٦١٤ هـ) أربع عشرة وستّمائة.

من مصنّفاته: "حظيرة القدس", وكتاب "بستان الشّرف", وكتاب "خلاصة العترة النّبويّة في أنساب الموسويّة"، و"نسب الشّافعيّ خاصّة".

٧٠٣ - إسماعيل حقّي *

المفسّر: إسماعيل حقّي بن مصطفى الإسلامبوليّ الحنفيّ الخلوتيّ, المولى أبو الفداء البرسوي.

كلام العلماء فيه:

* الأعلام: "متصوّف, مفسّر، تركيّ مستعرب كان من أتباع الطّريقة الخلوتيّة" أ. هـ.

* معجم المفسّرين: "مفسّر متصوّف، حنفيّ المذهب, خلوتيّ الطّريقة" أ. هـ.

* المفسّرون بين التأويل والإثبات في آيات الصّفات: "إسماعيل حقّي من الصّوفيّين الكبار الّذين استغلوا اسم التّفسير لنشر مذهبهم الباطل, فقد جعل تفسيره لنشر الحلوليّة الخبيثة.

ومن شاهد تفسيره في كبر حجمه اغترّ به وهو كما قال الله -تعالى-: {وَإِذَا رَأَيتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ}، وليته كان كذلك، ولكنها خشب محرقة تحرق من اقترب إليها، فلا أدري متى يتخلّص المسلمون من مثل هذا الغثاء الضّارّ المسموم.

وأمّا عقيدته في الصّفات فهو مؤوّل كبير في جميع الصّفات على طريقة الرّازيّ وأضرابه, وإليك الصّفات في تفسيره:


* معجم المطبوعات لسركيس (٤٤٨)، الأعلام (١/ ٣١٣)، معجم المفسّرين (١/ ٨٨)، معجم المؤلفين (١/ ٣٦٢)، إيضاح المكنون (١/ ٥٨٥)، المفسّرون بين التّأويل والإثبات في آيات الصّفات (٢/ ٢٨١) وما بعدها.