هذا، كأنه عني الرواية عمن جاء، وإلا فالأعمش عدل صادق ثبت، صاحب سُنة وقرآن، يحسن الظن بمن يحدثه ويروي عنه، ولا يمكننا أن نقطع عليه بأنه عَلِمَ ضعف ذلك الذي يدلسه، فإن هذا حرام".
ثم قال: "قلت -أي الذهبي -: وهو يدلس، وربما دلس عن ضعيف ولا يدري به، فمتى قال حدثنا فلا كلام، ومتى قال: (عن) تطرّق إليه احتمال التدليس إلا في شيوخ له أكثر عنهم: كإبراهيم، وابن أبي وائل، وأبي صالح السمان؛ فإن روايته عن هذا المصنف محمولة على الاتصال.
قال ابن المديني: الأعمش كان كثير الوهم في أحاديث هؤلاء الضعفاء" أ. هـ.
• تقريب التهذيب: "ثقة حافظ، عارف بالقراءة ورع، لكنه يدلس" أ. هـ.
من أقواله: السير: "قال الأعمش: جلست إلى إياس بن معاوية بواسط فذكر حديثًا، فقلت: من ذكر هذا؟ فضرب لي مثل رجل من الخوارج، فقلت: أتضرب لي هذا المثل، تريد أن أكنس الطريق بثوبي فلا أمر ببعرة ولا خنفس إلا حملتها؟ ! .
وقال: "قال الأعمش: انظروا لا تنثروا هذه الدنانير على الكنائس- وقال: لا تنثروا اللؤلؤ تحت أظلاف الخنازير.
وجاءه أناس فقيل له: لو حدثت هؤلاء المساكين؟ فقال: من يعلق الدر على الخنازير".
وفاته: سنة (١٤٨ هـ) ثمان وأربعين ومائة، وقيل: (١٤٧ هـ) سبع وأربعين ومائة.
١٤١٧ - الكلاعي *
المقرئ: سليمان بن موسى بن سالم، أبو الربيع الكلاعي الأندلسي الحافظ، خطيب بلنسية.
ولد: سنة (٥٦٥ هـ) خمس وستين وخمسمائة.
من مشايخه: أبو عبد الله بن حميد، وأبو العطاء بن نذير، وغيرهما.
من تلامذته: الرضي محمد بن علي بن يوسف الشاطبي، وابن الأبار، وغيرهما.
كلام العلماء فيه:
• السير: "الإمام العلامة الحافظ المجود الأديب البليغ شيخ الحديث والبلاغة بالأندلس".
وقال: "وكان من كبار أئمة الحديث".
ثم قال: "قال -أي ابن الأبار- وكان إماما في صناعة الحديث بصيرا به حافظا حافلا عارفا بالجرح والتعديل، ذاكرا للمواليد والوفيات، يتقدم أهل زمانه في ذلك، وفي حفظ أسماء الرجال، خصوصا من تأخر زمانه وعاصره، وكتب الكثير وكان خطه لا نظير له في الإتقان والضبط، مع الاستبحار في الأدب والاشتهار بالبلاغة، فردا في إنشاء الرسائل، مجيدا في النظم،
* غاية النهاية (١/ ٣١٦)، معجم المؤلفين (١/ ٧٩٨)، السير (٢٣/ ١٣٤)، الوافي (١٥/ ٤٣٢)، الشذرات (٧/ ٢٨٧)، تذكرة الحفاظ (٤/ ١٤١٧)، فهرس الفهارس (١/ ٤٨٨)، الديباج المذهب (١/ ٣٨٥)، كشف الظنون (١/ ١٤١)، إيضاح المكنون (١/ ٥٣، ٥٤)، الأعلام (٣/ ١٣٦)، التكملة لوفيات القلة (٣/ ٤٦١)، العبر (٥/ ١٣٧)، فوات الوفيات (٢/ ٨٠)، النجوم (٦/ ٢٩٨)، شجرة النور (١/ ١٨٠) جهود علماء الحنفية (٢/ ١٠٥٠).