للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أقرب منها إلى الدين، ولم يذكر أنه أسند إليه مشيخة إحدى الطرق الصوفية، كما أنه لم تسند إليه إحدى الزوايا أو الخوانق.

وقوله الذي نقلناه عنه: "ما تكلمت بكلمة ولا فعلت فعلًا إلا أعددت له جوابًا بين يدي الله".

بل إن أوضح دليل على صحة تصوفه سيرته العطرة، وأخلاقه الفاضلة التي ذكرنا قسمًا منها.

ومما يدل على صفاء تصوفه أيضًا وأتباعه منطق العقل فيه، ما ذكره الأدفوي والإسنوي والسبكي وغيرهم، إنه لما جاء الخبر بورود التتار إلي الشام في سنة (٦٨٠ هـ) ورد المرسوم من الملك المنصور قلاوون وهو بالشام أن يجمع أهل العلم بمصر لقراءة البخاري والدعاء عقبه، فقرؤوه إلى أن بقي شيء منه، فاخروا ما بقي إلا أن يتموه في يوم الجمعة، فلما كان يوم الجمعة رأوا ابن دقيق العيد في الجامع، فسلموا عليه، فقال ما فعلتم ببخاريكم، قالوا بقي ميعاد أخرناه، لنختمه اليوم، فقال: انفصل الحال من أمس العصر، وبات المسلمون على كذا .. فقالوا نخبر عنك؟ فقال: نعم، فجاء الخبر بعد أيام بذلك، وكان النصر فيه للمسلمين، فقوله ما فعلتم ببخاريكم يريد أن يبين لهم أن النصر قد تم قبل الانتهاء منه، وإنه إنما تم بأمر الله بإعداده من قوة، ومن رباط الخيل، ثم بالتوكل عليه، وليس منه قراءة البخاري ونحوه.

وقد أنكر على ابن العربي آراءه في التصوف وحكم بكفره. كما وأنكر على كل من حاد عن العقل في تصرفاته وأحكامه من المتصوفة فقال:

من عذيري من معشر هجروا العقـ ... لَ وحادوا عن طرقه المستقيمة

لا يرون الإنسان قد نال حظًا ... من صلاح حتى يكون بهيمة

فهو من هذين البيتين ينكر على بعض المتصوفة الذين يخرجون في بعض تصرفاتهم عن حكم العقل والدين، ويطلبون من مريديهم إطاعتهم في ذلك إطاعة عمياء، وعدم مناقشتهم فيما يصدر منهم من أفعال أو أقوال أو أوامر" أ. هـ.

وفاته: سنة (٧٠٢ هـ) اثنتين وسبعمائة.

من مصنفاته: "الإلمام" وينقل عن شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية أنه قال: أنا جازم أنه ما وضع في هذا الفن مثله وقال: هو كتاب الإسلام. و "الإمام" و"علوم الحديث" وغيرها.

٣١٦٧ - الشامي *

النحوي، اللغوي، المقرئ: محمّد بن عليّ بن يحيى بن علي الغرناطي، المعروف بالشامي، المالكي.

ولد: (٦٧١ هـ) إحدى وسبعين وستمائة.

من مشايخه: أبو عبد بن هارون وأبو جعفر بن الزبير والفخر التوزري وغيرهم.

كلام العلماء فيه:

• الدرر: "كان يقريء العربية والفلك قال الذهبي ترجمه العفيف المطري وقال وإنت له دنيًا فيها وفيه سنة وإيمان انتهى .. " أ. هـ.


* الدرر (٤/ ٢١٤)، المقفى (٦/ ٣٨٨)، البغية (١/ ١٩٣)، نفح الطيب (٢/ ٣٦٧)، وتكررت ترجمته في (٣/ ٤٠١)، كشف الظنون (١/ ٦٠٣)، (٢/ ١٣٤٤).