الأشعري إلى الرجوع عن مذهب الاعتزال فمتعددة ونحيلك عزيزي القارئ إلى كتاب موقف ابن تيمية من الأشاعرة (١/ ٣٧٢ - ٣٧٧) خشية الإطالة.
فقد فصّل مؤلفه الدكتور صالح المحمود حفظه الله ذلك تفصيلًا جيدًا ومهما قيل في أسباب الرجوع فإن أيًا من هذه الأسباب لا يرمي إلى درجة اليقين، إذ لم يرد عن الأشعري بطريق صحيح أو في أحد كتبه المعتمدة السبب المباشر لتحوله ورجوعه، لذلك لا بد من التماس ذلك في أكثر من سبب، علمًا بأن الرجوع إلى الحق ونبذ الباطل إنما هو عودة إلى الهداية الموافقة للفطرة. وهو أمر يقذفه الله في قلب عبده المؤمن فليس الأمر غريبًا أو مخالفًا للمعقول حتى يتلمس له السبب، والله أعلم.
جـ- مذهب الأشعري بعد رجوعه، هل كان طورًا أو طورين، ويمكننا تلخيص الأقوال الواردة في مسألة رجوع الأشعري -رحمه الله- كما يلي:
١. أن الأشعري تحول عن الاعتزال إلى التوسط، أو ما يسمى بمذهب الأشعري، وإن ما رجع إليه هو الحق.
٢. أنه رجع إلى مذهب السلف والقول الحق - الذي هو مذهب الإمام أحمد - ولم تختلف أقواله ولا كتبه.
٣. أنه رجع إلى مذهب الحق لكنه تابع ابن كلاب وبقيت عليه بقايا اعتزالية.
٤. أنه رجع أولًا إلى التوسط ومتابعة ابن كلاب، ثم رجع إلى مذهب السلف رجوعًا كاملًا.
٥. أنه رجع أولًا إلى مذهب السلف، ثم انتقل إلى التوسط واستقر عليه.
والراجح من هذه الأقوال هو ما رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية من أن الأشعري وإن كان في "الإبانة" قد قرب كثيرًا من مذهب أهل السنة إلا أنه قد بقيت عليه بقايا من مذهب ابن كلاب، والله أعلم، مختصرًا من "موقف ابن تيمية من الأشاعرة".
وفاته: سنة (٣٢٤ هـ) أربع وعشرين وثلاثمائة، وقيل (٣٣٠ هـ) ثلاثين وثلاثمائة، وقيل: سنة نيف وثلاثين وثلاثمائة.
من مصنفاته: "المختزن" في علوم القرآن. قال السبكي: "وهو كتاب عظيم جدًّا بلغ فيه سورة الكهف"، وله كتاب "الإبانة" عامَّتهُ في عقائد أهل السنة وهو مشهور. قاله الذهبي وله كتب كثيرة.
٢١٦٢ - الخاشع *
المقرئ: علي بن إسماعيل بن الحسن بن إسحاق البصري القطان، أبو الحسن، المعروف بالخاشع.
من مشايخه: أبو بكر بن محمّد بن عيسى بن بندار صاحب قنبل، والأستاذ إبراهيم بن عبد الرزاق وغيرهما.
من تلامذته: أبو بكر محمّد بن عمر بن زلال النهاوندي، وأبو علي الأهوازي وغيرهما.
كلام العلماء فيه:
• معرفة القراء: "أحد من اعتنى بالأداء ... أقرأ ببغداد [مدة واشتهر ذكره وطال عمره وصنف في
* غاية النهاية (١/ ٥٢٦)، معرفة القراء (١/ ٣٣٩).