إسحاق (الزجَّاج)(ولا) يكونُ خفضُها (بالإبدال منْ ما) وذلك لا يجوز (لأنَّ البدلَ من اسم الاستفهام) لا بدَّ أنْ (يقترن بهمزة الاستفهام)، إشعارًا بتعلُّقِ معنى الاستفهام بالبدل قصدًا، واختصت الهمزة بذلك لأنها أصل الباب ووضعُهَا على حرفٍ واحدٍ نحو: كيف أنت، أصحيح أم سقيمٌ؟ ورحمة لم تقترن بهمزة الاسفهام فلا تكون بدلًا من "ما"، (ولا) يكونُ خفضها على أن تكون رحمة (صفة) لـ "ما"، لأن "ما"(لا توصف إذا كانت شرطية، أو استفهامية) وكلُّ ما لا يُوصفُ لا يكون له صفة، فوجب إلَّا يكون صفة لِمَا. ولا يكون خفضها على أن تكون رحمةً (بيانًا)، أي: عطفَ بيانِ على "ما" لأن "ما"(لا توصَفُ) وكل (ما لا يُوصفُ لا يُعطَفُ عليه عطفَ بيانٍ، كالمضمراتِ) عند الأكثرين.
وللإمام الرازيِّ أن يقول لما كانت "ما" على صورة الحرف، نُقلَ الإعراب منها إلى ما بعدها فجرَّت بالحرفِ على حد: مررتُ بالضاربِ على القول باسمية "الْ" وهو الأصح.
(وكثير من) النحاة (المتقدمين يسمون الزائد صلةً)، لكونه يتوصل به إلى نيل غرض صحيح كتحسين الكلام وتزيينه. (وبعضهم) يسميه (مؤكدًا)، لأنه يعطي الكلام معنى التأكيد والتقوية. (وبعضهم) يسميه (لغوًا)، لا لغاية، أي عدم اعتباره في حصول الفائدة به، (لكن اجتناب هذه العبارة الأخيرة في التنزيل واجبٌ لأنه يتبادر إلى الأذهان من اللغو الباطلُ، وكلام الله تعالى منزهٌ عن ذلك" أ. هـ.
وفاته: سنة (٩٠٥ هـ) خمس وتسعمائة.
من مصنفاته: "المقدمة الأزهرية في علم العربية"، و"موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب"، و"شرح الآجرومية" و"شرح البردة" وغير ذلك.
١١٦٣ - الكلْبِي *
النحوي، اللغوي: خالد بن كلثوم بن سمير الكلبي الكوفي.
قال في معجم الأدباء: مولى شريح بن بسطام.
كلام العلماء فيه:
• إنباه الرواة: "لغوي راوية لأشعار القبائل وأخبارها وعارف بالأنساب والألقاب وأيام الناس، وله صنعة في الأشعار والقبائل" أ. هـ.
• البغية: "وذكره الزبيدي في الطبقة الثانية من اللغويين الكوفيين في طبقة أبي عمرو الشيباني" أ. هـ.
من مصنفاته: "كتاب الشعراء المذكورين" و"أشعار القبائل" وغير ذلك.
* معجم الأدباء (٣/ ١٢٣٦)، مراتب النحويين (٧٢)، نور القبس (٢٩١)، إنباه الرواة (١/ ٣٥٢) وفيه اسمه خالد بن كلثوم الكوفي، الفهرست (٧٣)، إشارة التعيين (١١١)، البلغة (٩٧)، بغية الوعاة (١/ ٥٥٠)، هدية العارفين (١/ ٣٤٣).